من أورادِ الليلِ


صالح علي صالح | السودان

هذه أقوالي الأخرى
مقابل غربتي والليل والمنفى وهذا الاشتهاء
هي تمتماتي
وانشطارُ الرغبة القصوى
وقوفي ذلك الموتور قرب الشاطئ النائي
فنائي فيك يا حريتي
يا مَمنْ نقشتِ الأمن والسلوى وريداً في دمي
أراك الآن تقتربين من قبوي
تريدين انفلاتي من أفاعيه الخبيثةِ
لا أكاد أرى تلويِّها ومن تحتي الخطر
ويشدني نحو الخروجَ الضوءُ
والسأم المدلل والحنين موارباً
أثناء ما غفل الضجر
والآن أوقد خلف نافذتي شموعاً
كي يضئَ مجيئُكِ الشفاف قبوي
إذ أتيتِ تخبئن الليل في سهدي
ليدهشني حضورك والمساءُ
قد كنت أفزع منك يا ليل التوحشِ
يا سقوطي في ترانيمي وأوراد التحصن منك
يا ليل الذئاب
كنت أحترف الجوء لأي حصنٍ منك
ليس تطاله أشباحك العطشى
لتشرب من دمي
وبحثت عن منجى
جوارٍ منك ليس تطاله
يدُ طوقك السري .. شرطتك الغليظة
كنت ألقي بي لأي متاهةٍ
طائعاً.. هرباً من الصمت المقامر في شراييني .. وجندك
كنت أقبل بارتمائي فيك يا حفر الفرار
حين ينتفخ التأهب لا اقتناصي شارداً
وأنا هنا طير شريد في فضاءات الحصار
والآن جئت تشقِّقين الليل نورا
جئت تنهمرين في جدبي
وتسقين اليباس كأننا شركاء في هذا الارتواء
قد جئت غوثاً واحتماءً بيْ وليْ
يقيناً أن مثلي ليس يمكنه البقاء
حيثما شاء المساء
حيثما كان احتباساً للعصافير البريئة
حيثما كان التمني مثلنا ذاب اشتهاء
الآن تنشطرين مني
عندما قد كنتُ أوقد خلف نافذتي شموعاً
ذاك توري.. يا قتلت الليل غيظاً
التأمنا
تصبحين اليوم مثلي
تصبحين غداً على ألقي وحلمي
تصبحين على انتماء.

 

تعليق عبر الفيس بوك