"بريكيست" في تصويت جديد بمؤتمر الحزب اليوم.. و"حكومة الظل" تروّج لانتخابات مُبكرة

بريطانيا الحائرة.. بين "خروج بلا صفقة" أو خيارات باقية على طاولة "العمال"

 

الرؤية - الوكالات

"جميع الخيارات مطروحة على الطاولة"، تعبير لافت على لسان مسؤولي حزب العمال البريطاني بشأن تصويت مقرر في مؤتمر الحزب المنعقد في مدينة ليفربول حول روج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكسيت"، مع التأكيد أن من بين الخيارات إطلاق حملة من أجل إجراء استفتاء جديد على مسألة الخروج. يحدث ذلك في وقت يصرح فيه وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفوني بأنه حصل على معلومات من ميشال بارنييه، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في المفاوضات تؤكد "الموافقة على 87 في المئة من وثيقة خروج بريطانيا" بالفعل.. فعن أي خيارات باقية على الطاولة يتحدث حزب العمال؟

يقول زعيم حزب العمال جيريمي كوربن إنه "سيلتزم" بنتيجة التصويت المقرر اليوم الثلاثاء. وقد قررت شخصيات رئيسية في الحزب، بمن فيهم وزير "بريكسيت" في حكومة الظل، كاير ستارمر، وشخصيات بارزة من بعض النقابات، البنود التي سيجري التصويت عليها. وتقول المسودة النهائية: "إذا لم نتمكن من إجراء انتخابات عامة، يجب على حزب العمال دعم كل الخيارات المتبقية على الطاولة، بما في ذلك حملات لإجراء استفتاء جديد، أو تصويت شعبي جديد".

وتريد قيادة الحزب إجراء انتخابات عامة مبكرة تسمح لحزب العمال بإدارة المفاوضات إذا فاز في الانتخابات. لكن بعض الأعضاء يرغبون في أن يضغط الحزب باتجاه إجراء "تصويت شعبي جديد" على الخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخزانة في حكومة الظل، جون ماكدونيل، إنه يرى أن أي تصويت من هذا القبيل، يجب أن يكون حول شروط اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بدلا من خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي. وأكد أن حزب العمال يحترم استفتاء 2016 الذي صوت فيه الناس بنسبة 51.9 في المئة لمغادرة الاتحاد الأوروبي مقابل 48.1 في المئة صوتوا للبقاء. وقال إن هناك حاجة لإجراء انتخابات عامة حتى تتمكن حكومة حزب العمال من توقيع اتفاق "بريكسيت" مع الاتحاد الأوروبي "تُجمع عليه البلاد".

وقال مصدر من داخل حزب العمال: كان هناك إجماع على معارضة النهج الفوضوي لحزب المحافظين في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي... ويجب إجراء انتخابات عامة بمجرد أن يصوت البرلمان بعدم قبول الاتفاق الذي تتوصل إليه الحكومة.

ولم يرفض حزب العمل رسميا خيار تصويت الشعب مرة أخرى على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن كلا من زعيم الحزب جيرمي كوربن ونائبه، توم واتسون، أشارا إلى أنهما يفضلان حسم المسألة من خلال انتخابات عامة. وتواجه رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، ضغوطا من كافة الأطراف، بما فيها حزبها، حزب المحافظين. وكانت ماي، قد عبرت عن شعورها بالاستياء بسبب التكهنات المستمرة بشأن مستقبلها في رئاسة الوزراء، وذلك في أعقاب اجتماع عقدته مؤخرا مع نواب حزبها المعارضين لخطتها المتعلقة بخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، والذين ناقشوا تفاصيل إجبار ماي على التنحي.

وقالت ماي في بيان: إن كثيرين في أحزاب العمال والديمقراطيين الليبراليين والوطني الاسكتلندي، يحاولون إعاقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لتحقيق مكاسب سياسية بالدعوة إلى استفتاء آخر وتمديد المادة 50 لتأخير البريكسيت".

وكانت المحادثات قد وصلت إلى طريق مسدود في قمة في سالزبورغ في النمسا يوم الخميس الماضي، عندما رفض زعماء الاتحاد الأوروبي خطة ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم اتفاق تشيكرز. لكن ماي حذرت الزعماء الأوروبيين من أنها مستعدة للخروج دون صفقة، بدلا من قبول "صفقة سيئة".

وفي سياق متصل، حث جيريمي هانت، وزير الخارجية البريطاني، الاتحاد الأوروبي على عدم تفسير الأدب البريطاني على أنه ضعف، بعد أن نشر دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، صورة مستفزة لرئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، على موقع انستغرام "تطلب كعكة بينما يرد عليها هو بالرفض"، فحذر وزير الخارجية البريطاني من "تصعيد الموقف". وأصر على أن الوقت الحالي يتطلب من مسؤولي الاتحاد الأوروبي الابتعاد عن الوقوع في هاوية عدم التوصل لاتفاق حول الخروج، والجلوس للتفاوض حول إمكانية وضع مقترحات متماسكة ومعقولة تصلح للتطبيق.

تعليق عبر الفيس بوك