آهٍ أيُّها الطفُّ


مالك البطلي | شاعر وكاتب عراقي

لقَد عثرَ الطَفُّ وذُبحَ الضوءُ
وماتتْ الظِلال
في حضنِ الرِمال !
وإلى الآنَ لم أَكنْ أعرف أنَّ الضوءَ يُذبح!

آهٍ
 أيُّها الطفُّ
لقد إَنكسرَ غصنُ الخَيمة وباتتْ عيونُ القطيعِ ناراً
وما زالتْ الى الان شامخةٌ ولم يَهتكْ سترُها أحدٌ
لكنها شاحبة !!

آهٍ أيّها الطفُّ
مثلَ حوريةٍ سقطتْ من شجرةِ الفِردوس
وفتحتْ جرحَ السؤال بينَ حوافرِ الخَيلِ
وهي تَتلو آخرَ آياتِ العَطشِ
 على وجهِ التُراب !

آهٍ أيُّها الطفُّ
هُنا نُحِرَ جناحُ حمامةٍ مكلوم
يرفرفُ وسط حرارةِ الآخ
ودمهُ المبستمُ بكفِّ عامودِ آلِ هاشِمٍ قربانٌ لوجهِ السَماء
وإلى الآنَ لم ترشحْ دموعُ السَماء!

آهٍ أيُّها الطفُّ
وهناكَ تنوحُ آخرُ قصيدةٍ
تعانقُ الشعرَ بلا كلِمات
وآخرُ نهرٍ يُعانقُ نهراً بلا ذِراعين
وإلى الآنَ
لم أرَ نهراً بقربِ نهرٍ يَحترق !
ولم أرَ قصيدةً تخرجُ عن النصِ وتعانقُ أَبياتَها وهي بلا أَكفٍ..
والى الآنَ..
 الى الآنَ ...
كلّما وقعَ طفلٌ في ارضِ المَعركة يتعثرُ المنتظرُ في خيمةِ زَينب.

 

تعليق عبر الفيس بوك