نصوص دمشقية


لينا الحبيب – سوريا


(1)    [ماء ورد]
ماءُ الورد الذي كنتُ أغسلُ به وجه الصباح
 ليُشرق ؛ أسكبهُ اليومَ على طريقك ليبلل خطاك
إن جفّ ماؤه يوماً و أضعتَ طريقي ؛
دلّك الورد و أرشدك العبير
 إلى زمن تستمر فيه أنت
العنوان .
(2)    [صوبكَ]
يميلُ الرّقص على إيقاع قلبي
يدورُ بحثاً عن ضميرِكَ المتّصل بي
يدعوهُ للانحناء خشوعاً
يمدُّ لحنهُ إليهِ
إيذاناً
برقصةِ درويش في ملكوته
يحلّق بي عالياً
حيث لا مجال للخطوِّ
سوى باتجاهك
يلقي بي حولك َ دون رحمة
لأبدأ الرّقص على إيقاع قلبك
قلبكَ الذي ينبضُ
صوبي .

(3)    [شوق]
كطفل رضيع حملته إليكَ بين ذراعيّ
تجاهلتَه
وتبرأتَ من أبوته
واعتبرتَ أنَّ رعايته واجبي كأمّ
حجبتُه عنك
وتابعتُ أمومتي له
لكنك
دنوتَ منه فابتسم لك
أخذته بين ذراعيك كابن شرعي لك
ف غمرَك
ثمّ انتابتك حيرةٌ عن اسمه...
« شوق » أسميتُ مولودنا الروحي
لا تسمح أن ينمو يتيما
فتتلقفه الملاجئ ودور الأيتام
امنحه مجد قلبك
وحنان عينيك
 ليكبر سليماً معافى
دون انكسارات .


(4)    [طريق]
في آخر نقاشٍ بيني وبينه
سألتهُ:
ما يضيرُك أيُّها الطريق لو ربطّتَ خطوته التي مرت بك قبلَ قليل بخطوتي الآن؟
لو اختزلتَ المسافة بيننا وبدّدت الزمن؟
لو جمعتَ خطواتنا معا وأهديتنا لقاء؟
في المرّة القادمة لن أجادلك، سأقصّ امتدادك يا طريق
وأرمي بالمسافة بعيداً
سأربط طرفيك بفعلِ خَطْوِنا ليقف أمامي
سأحملُكَ على ولادةِ الصدفةً يا طريق.
تابعتُ وعيدي
وتابع الطريقُ امتدادَهُ.....
مؤديّاً مهمته بإخلاصٍ
شاهداً على مرور الحياة فوقه
غير آبهٍ بالزمن و بنا.

 

تعليق عبر الفيس بوك