قيثارة إنانا


زهير بردى | شاعر عراقي


ونحن نمزجُ بالموسيقى في إيقاع الحب. بأكسيرِ الجمال بغداد .ونرجمُ الكلامَ بنورِ البدء. ونغتسلُ بندى أُصصِ الكتابة نفتحُ أبوابَ نبضٍ أزرق .وقتَ كنّا نجتازُ بلاطَ معبدٍ قديم تترصّده أفاعي الشرفات السوداء .نسترقُ السمعَ الى لا شيء.
سوى بصيصِ عبثِ أُرغن نائم في اليدين ,ونبش طري في طينِ بيت عنكبوت. معلّق في فمِ لغةٍ باهرة. ترجمنا بأسماكِ الزينة .وشريطِ أفق أبيض يقفُ على عينِ الماء, وثآليل جرف دقلت الخير. نسهر في حراسة أوّل بيث ,ونسمّي السماءَ بأسماء تجاعيدِ اليدين. نفكّكُ ترهّلَ الحياة. ونرصدُ آلهةً لا تسعها النبوءات. ونغمرُ نكهةَ غيومنا في وسامةِ الماء.
تفيضُ الخضرةُ من دنِّ الفجرِ بالزيتون. ونقطة ماء الندى نكوّرها ونرشّها عطراً للنوافذ. وندحرجُها أمامَ الوردِ ومقام الرست. ونصدحُ بالحبِّ مع العصافير. نسألُ باقةَ هذيان.
هل الموتُ شكلٌ آخر للحياة؟ نلمسُ برقّة الوقتُ يمرُ علينا بالعجبِ عاريا, يمضي الى بهجةِ الكون بجسدِه الرغيف.
محني الظهرِ كقوس حب. ومن علوِ مصباح متمرّد على برجِه الجامد .نكتبُ بعض إصغاء لذيذٍ الى المقبرة .هل مرّ الوقت ؟كما كنتَ ترغبُ في البئر. أما زلتَ تسمعُ الموشّحاتِ والمقام الذي ترغب؟ وترتل بصوتِك الأورغن العالي الحب. وتكلّم عشَّ الضوءِ بموسيقى العميان. وتنقش القلنسواتِ بالريشِ. وحرير نبضٍ ساخن في جرسِ الكلام. كما كنتَ تفعل.
آهٍ أيّتها الحياة ,لمَ تاخذين جمالَ الماضي منا؟ دعينا نحفرُ الى الأبد الحاضرَ بجمال لغة, ونرصد ونبتكر زمنا لا يتوقّف عن الحلم.
ونفكّر أنّك لستِ هكذا سوداءَ دائما. ولا تحوكينَ لنا ثوباً قاتما .لنهارٍ بارد يضحكُ من وجهك الآخر القبيح .قودي لنا أيّتها الحياة جوق ضوء. وطينا يتدفّق بمعجزات باذخة الحب
لستُ مأخوذاً بالغيبِ ولا أرغبُ بذعرِك القاتم مرّات
ولا بأوراقٍ حمراء لغبارٍ قديم, يظلّلُّ نوافذَ بيوتنا الصدئة
ومطر لا يأتي من أظافر ناعمة. تهدلُ من فمِ السماء
في عيدِ ميلاد تمثالٍ يأوي عميانا . ينظرونَ الى مرايا زرقاء, تطوي الذاكرةَ في صندوقٍ مختومٍ بجماجم مكسورة وتعويذة بختٍ في حجمِ ماء ضوء. تصعدُ بالوناتِ مخيّلة.
تزيّن أجراساً تطيرُ من يدِ السماء, تعزفُ له الموسيقى في الليل. وتسقيهِ نكهةً يذوبُ في رائحتها الفل ,وستكرّر دائما وبغبطةٍ المقامَ الذي تحبُّ . حولك الشموعُ وعصافيرٌ قربَ قبرك . تتكلَّمُ معك ,لستَ وحدك هناكَ.جمعٌ من الصمتِ يسمعُ صوتك الكروان ويدك البيبون تعزف. والهواء أكثر دفئاً ينزلُ إلى وردٍ في ترابِك الباردِ المتطهّر بالإيقوناتِ والمزامير.

 

تعليق عبر الفيس بوك