أيها الطبيب

إيمان عبد العزيز  - شاعرة من مصر

 

أيها الطبيب
أريد لحية وشارب  
وحنجرة تعرف طريقها
لاصطياد ألحان الصلف والنرجسية
وتقنع ميكروفونا
-    سلقته خطب الزعماء الساخنة -
باستخدام "البوتوكس"
لتوحيد لون ستائر قاعات الأفراح والعزاء ...

أغْلِقْ معابر الأذنين
في وجه وصفات العشق
ونذور النساء بالتيه والإفك
وما تلكأ في هاتفي من مقطوعات "زامفير"و  "سيبرياني"
ولجميعها الخيار
أن ترتدي إزار نكات جنسية سمجة
أو أن تنصاع لسيادة ضجيج ذكوري؛
يُسجل احتفالاتي بالمطر وديسمبر
على أسطوانة ممغنطة أستنسخها متى شئت ..
ويُقدس عواء بابٍ ستتكدس خلفه
من كنّ رفيقات الانتظار والخذلان ..  

بالأمس استقالت جذور شعري  
قبل أن أطالبها
بإيواء شجرة كافور ؛
بترها ونش البلدية
وهو يتغزل بعشيقته / القمامة  ..
ليته قطع أصابعي القصيرة؛  
حين اتحدت ضدي
لتصنع من الرماد زهورا
ومن صدر "الأكورديون" العتيق قِبلة ووطنا ..

أيها الطبيب
أريد أن يصبح قلبي رخاما مصقولا
يتعذّر على خيالي العاري أن يمشي عليه ..
ويغدو سكينا يقشّر الحياة عن تماثيل
أسبغت عليها علوم الوراثة ملامح البشر ..
ويمسي جوربا مطاطيا يناسب أقدام طاولات المفاوضات / المؤامرات / ومعاهدات التطبيع مع البطاقات الإئتمانية الدسمة  
دون أن يخدشه ضميرٌ يضمّد ذنوب الجميع كل ليلة
ويأبي الحصول على جلسات ليزر مجانية
 لإزالة بصيلات الماضي ..

أيها الطبيب
امنحني شفاها
تكنس خجلي القديم ..
وتحافظ على مواعيد تطعيمها
بابتسامة المشاهير    
وتلتهم مخزوننا الاستراتيجي من أقلام الروچ  / كبسولات الجنائز الوطنية قصيرة المفعول  / وحيل مجازٍ متحمسٍ لنزع إيمان
التي التصقت بوجهي أربعين عاما
فأحرقتها شموس الناصحين
دون أن يخبرها أحد
نوع " صن بلوك " يناسب وهج وحدتها..

شفاها لن تترك من تلك الأتثى شيئا إلا
قُبلة أخيرة
قبلة مارقة ..
قبلة
تحصد منكَ كل هذا بخصم مناسب...!

تعليق عبر الفيس بوك