قمح


وفاء الشوفي – سوريا

كيفَ تعجنُ يدان حالمتان حديد التناقضات؟
الصدأُ يدبِغُ .. وإن اغتسل
ولا يفرحُ كالحنّاءِ!
لا نهرَ للذنوبِ ..
هي مستنقعٌ.. فقط.

الذهبُ .. لا يُشبِهُني
الحديدُ: نقيضيَ.. الّذي يطمئنُّ ببرودٍ إليَّ
الماءُ أملي الوحيد
وذاكرةُ الملحِ شحيحةٌ.

كيفَ أجعلُ الكلماتَ تعرِفني؟
ماذا أقولُ للحصى الّذي.. ظننتَهُ أقراطيَ ؟
وكيفَ أفسّرُ للطريقِ غيابُ الشجرِ بمقلتيَ؟
من أنتَ؟
لتكتبَ الأفعالَ بصيغةِ المجرور
والأسماءَ بصيغةِ النكرة..
ومن أنا ..
لأتدلّى من النسيان بحرفين.
ليسَ المرُّ من يعصِرَ زيتونَ الحكاياتِ .. بل الحجر.
ليسَ الزيتُ ما يخطُّ سيرةَ القلبِ.. بل الأثر .

كيفَ تعجِنُ يدانِ حالمتانِ طحينَ الحُبِّ؟
والجسدُ قمحٌ ..
والأفواهُ طيورٌ جارحة !
والوليمةُ النّدم .
لا ...
لا أصدِّقُ الحُبَّ ..
لا أؤمنُ بالألم
ولكني أعيشُ بينهما.. كزهرةٍ طامحة
وكقطرة ندى.. انبعثَتْ
من فجرِ أمّها.

 

تعليق عبر الفيس بوك