ما يلزم لقتل الملل


ريم اللواتي – مسقط

(١)
لست قلقة يا حبيبي
أعرف أن الرصاصة التي مرت جوارك
قد أصابت النبتة الضالة
التي نمت بعشوائية متمردة
على حافة الفراغ
الذي تركناه البارحة

(٢)
البلاد المتواطئة مع صمتنا
قررت أن تقدم لنا رغيفا طازجا
من المسافة
نأكل منه، حتى يشبع الكلام المُتعَب
حتى يتوقف الخوف عن اللهاث
حتى تكبر هوة الغربة

(٣)
لا يرن هاتفي
لقد غرق بالطحالب اللزجة
أسمع صوتك خافتا
يحاول البحث عن ثغرة يتنفس من خلالها
ربما يريد أن يقول لي:
لا تقلقي!

(٤)
هذه اللعبة الشرهة
تقتل أبطالها
وتتفرج على سقوطهم الصامت،
جيد أننا توارينا في الغياب
فلم يكترث لنا محرك الدمى

(٥)
هذه البلاد الأكثر يأسا و بؤسا
الناس فيها يرتعبون من الحب
ويحبون الرصاص
والعبوات الناسفة
والقلق الذي يصنعه الموت
ويتوارثه الغياب
هذه البلاد بلادي

(٦)
أعرف أنني أحاول أن ألمسك
من خلال كسر الملل
ومن خلال مقاومة الرتابة
صوتي المكتوم يدّعي التجدد
ولكنني أتحدث إلى اليابسة التي تقف عليها
في الضفة المقابلة من الهاتف
حيث لا قلب للجماد

(٧)
أراقب الإشارات التي لا تدق في أي مكان
الفضاء جثة هامدة
نقرات الشوق تصيبني بالصداع
والنار المتصاعدة من خرس التكنولوجيا
تصيبني ببرد حارق
ولكن اطمئنْ يا حبيبي
فأنا لست قلقة
أعرف أن هناك امرأة أخرى تحرث حقولك
في غيابي!

 

تعليق عبر الفيس بوك