د. ريم سليمان الخش- باريس

[إلى جدي وسبط رسول الله (ص)]
..................
هطلتَ على الآفاق نورا لتعبرا
إلى ضفة الأزمان رمزا مسطّرا
//
شهيدا أبا الأحرار روحك ثورة
ووحيٌ على الأقلام يبقى محيّرا
//
فأنت انتصار الحق ساعة موته
وأنت الدم المسفوح مجدا ليُنصرا
//
وأنت اخضرار الأرض أنت ارتواؤها
تُزَفُّ لك الجنّات طُهرا مصوّرا
//
تزّف وتحيا في القلوب منارة
يصيرُ بها عشبُ العدالة أخضرا
//
وأنت غمام الله مازلت ماطرا
تفيضُ على روض النفوس فتزهرا
//
يفوح بذكر الله طيبُ محبة
سيسقى بنور الله مادام ممطرا
//
ولن يقلع الأزهار طقسٌ مزمجرٌ
ولن تُزدرى برقا ورعدا وصرصرا
//
سيبقى هزيم الرعد صوتا مجلجلا
وتبقى أبا الثورات رمزا محررا
//
تثور مع الإنسان ضدّ انسحاقه
على كلّ جبارٍ لعينٍ تنمّرا
//
على كلّ اعصارٍ عظيمٍ يسومنا
عذابا مع التنكيل حقدا لنُشطرا
//
فأنت انبعاث الحق نورا وحكمة
وكنت دم الثورات للعشقِ أنهرا
//
على مذبح التاريخ تبقى مشعشعا
لكي تشرق الأكوان عدلا وتكبرا
//
أتيت فكان الوقت واحة عاشقٍ
وأترعته تقوى وأسبغت بالقِرى
//
تُغيثُ جياع النفس حبّا معطرا
تفوح من الطاعات طيبا على الثرى
//
وصيٌ إلى سُقيا القلوب مسارعٌ
كأنّ شغاف القلب نهرٌ لها جرى
//
زكيٌ حباك الله أصلا معظّما
نقيٌ يصبّ الغيث فيك ليطهُرا
//
رشيدٌ رياض الروح مشتلُ فطنة
فأنت سليلُ النُبلِ بوركت في الورى
//
بليغٌ ورثت العقل تمرُ فصاحةٍ
وأينعت في نخل النبوءة منبرا
//
فراتٌ ويرثيك الفرات تعطّشا
وتبكي جرار الماء نهرا تعثّرا
//
(فعباس) للسقيا يروح مهرولا
إلى أن يَردّ الغدرُ ساقيك كوثرا
//
إلى أن يُميت اللؤم أنبل صحبةٍ
فتهفو إلى الجنات مسكا وعنبرا
//
ستبكيك مادام انهمارٌ على الذُرى
وتبكي خيار الصحبِ (حرّا) و(جعفرا)
//
عليكم سلام الله جدي وسيدي
وياسيد الشجعان خير من انبرى
//
ذبيحٌ وتبكيك النفوس تحسّراً
وما زالت الأحداق تبكيك أدهرا
//
ومازلتَ جرح القلب ماانفك نابضا
يُقاسي من النزف الطويل تكدّرا
//
يثور على كلّ الطغاة تأسّيا
ويصرخ في وجه الظلام ليُدحرا
//
وجدي حبيب الله يُطفئ فتنةً
ولكنه الإعصار جاء ليكسرا
//
رباطا بحبل الله يجمع شملنا
لنبقى على قعر الزوال ونخسرا
//
ففي واحة الإسلام حبٌ مشجرٌ
على تربة التقوى يُقيمُ مجذّرا
//
تفوح رياض الخير طيبا ورحمة
سلامٌ هو الإسلام لو قام أثمرا
//
وتبكي عيون الشمس طول هزيعنا
وتمسح للنخل الدموع تحدّرا
//
ويبكي فرات الحب فقدَ أحبّة
ويرثي غمام الله روضا مصحّرا
//
شكوت إلى الرحمن دهرا ملغّما
نريدُ به أمنا يزيدُ تفجّرا
//
نريد غلال الوقت علما ورفعة
ويأتي جراد الحرب جوعا مسيطرا
//
تدور رحى حرب ضروس طويلة
تدوس على نبض القلوب تنمّرا
//
على مهجة الإسلام سيفٌ مسلّطٌ
يُريد له نحرا أليما لنكفرا
//
و(قيصرُ) في هدر الدماء مشارك
يبيتُ على سفح الجنوح تجبّرا
//
يريد بأن نبقى بسجن مغلّقٍ
ويرسم ضوء الشمس رسما لنشكرا
//
قناديلنا العمياء من دون شعلة
وتمّ اختطاف الزيت سطوا فلا نرى
//
على قبّة الأقصى غرابٌ محدقٌ
بنى عشّه غصبا ويبقى مصعّرا
//
ذُبحت بأمر الحقِ درسا وحكمة
لكي نشعل الثورات أمرا مقّدرا