وما أحلى الرجوع إلى الطحينِ


د.ريم سليمان الخش – باريس

لقد تركَ الأصابع في العجينِ
وغادرني إلى أقصى أنيني!
//
لقد نسيَ الأصابع كيف تُطهى
أنامله مع الشوقِ اللعينِ؟
//
تركتُ على شِفار الوجد قلبي
ليأكله بجوعٍ ليلتينِ
//
يتبّل بالحنين وملحَ ودٍّ
ومنقوعا بخلٍ من شجونِ
//
فكم ذاقت شفاه الحبّ بُعدا
وكم صام اللسان عن القرينِ
//
سأطهو من عيون الشعر خُبزا
مع الوجد المعتقِ في المتونِ
//
أغمِّسه بزيتٍ من مجازٍ
ليأكله بكلتا الإصبعين !!
//
ويخبزَ في شفاه الشمس قُرصا
من القمح المحلى بالجنونِ
//
فبين الشمس والأشواق عهدٌ
تحمّرها إلى فتحٍ مبين
//
يعود جحا لمسمار ثمينٍ
وقد ذاق التوله كلّ حين
//
ويكسر باب صوميَ حين يأتي
ولا إثمٌ على مِلْكِ اليمين
//
ولاوهجٌ سيحرقُ وجه صبرٍ
فكلّ الوقت ليلُ العاشقينِ
//
ولابعدٌ يدوم مع اشتياقٍ
لمسمارٍ بلا شكٍ مصونِ
//
لقد نسيَ الأنامل يوم صومٍ
وما أحلى الرجوع إلى الطحينِ

 

تعليق عبر الفيس بوك