متى تستعدُّ لكذبةٍ جديدة


أحمد ضياء – العراق

منذ تلك اللحظة
راقبت الآباء جيّداً في مشهدٍ درامي
يودّعون عوائلهم راحلين صوب الحرب
أتذّكرُ ملامح الفراق النّاطة من وجوههم
وأعباء الرّحيل على ظهورهم
وهم يسيرون ممتشقي القوام
منكسري الأفذاذ
يرتّلون (لولا الوطن لم نستطع أن نموت بكرامة)
على هذه الشّاكلة لم تعد أعياد الميلاد تعني للأطفال شيئاً
إلّا أنَّ الأعباء المتوارية في قمصانٍ خضراء
وأرديّة بحقائق ملتوية
هي المصير الأكثر انشقاقاً بين بني البشر
السّكك الحديديّة الموجودة بعين الزّوجة
تتبع خطى الموت في أردية ثلوج الجّبال
نهارٌ آخر ساكنٌ من المفرقات
لكنَّ العويل داخل المنازل ظلَّ يكتم آناته
ضمن أكثر الأشياء إحمراراً
أطبقت الرّصاصات على موضع الجّنود في خلسة الليل
بينما مشهد آخر تبرعمت فيه البنادق.
بعد ليلة ضاجّة بالحرائق أذكرُ لكم الحريق الّذي نما بمكتبتي
كان يلملمُ هدوء الأحرف
واضعاً إيّاها ضمن الإرتخاء الورقي
معلناً بحسب التّقويم الميلادي للقتل
بأنَّ غدٍ أوّل يوم للانتصار على المفردات
فكم من رؤية للزّجاج كانت لصيقةً بأرواحنا
قارسٌ يمضي مع قطعٍ من الطّيور المهاجرة إلى اليباب
ثم يذوي مع الخط الفاصل بين الضّحايا والأمواج الرّديفة للبحار
لم أكن شديداً بالدّرجة اللازمة لأعيد قراءة أيّامي
فضّلتُ تدوير بقاياي مع الأنجوم لأحُوك تساقطي مع نجيماتٍ تهطلُ في العادة على شياطين صنعنا وجودها بأفعالِنا
الدّمغة الدّمويّة تنجرف داخلنا ضمن أوتادٍ زرعنا نياشينها عبر تلالٍ معروفة بسكونها
سأحلمُ بعينين مفتوحتين ناضجتين
وأوزّع كابلات وجودنا على الأبراج  لتثمر.

 

تعليق عبر الفيس بوك