ومازال للعشاق غيمٌ ومرتفعْ!! ..


د. ريم سليمان الخش – باريس

يداه على كفِّ السحابِ وقد هلَعْ
يخافُ جفافا في الحقول إذا انقطعْ!
//
يخافُ لهيبَ الشمس يوم قدومه
تضيقُ بها الأجواء مشيا بمرتفعْ
//
يريدُ يدا تحنو عليه وبلسما
يكون بها الأقوى ويحيا بمتسعْ
//
يُقيمُ على مجرى الزمان بحلمه
يعبئ عُمرا قد تصحّرَ وانصدع
//
يرى نرجسا بين الدروب مخبأً
فيوحى له أنّ البهاء من الخِدَعْ
//
كأنّ اصفرار اللون قد خالطَ الأذى
ومانرجسُ الأهواء إلاّ من البِدَعْ
//
كطفل حبا يزهو بروضٍ مزهّرٍ
ومن شوكه الدامي يصيحُ من الوجعْ
//
حبيبته كانت كزهرة لوتسٍ
على ضفة الأحلام تنمو بلا فزعْ
//
توشحَ فيها الحبُ ثوبَ فضيلةٍ
وخالطت الألوان نورا بها لمعْ
//
وفيها انطباع الشعر لون خرافةٍ
كعشقٍ (لفان كوخٍ )به أذنه قطعْ!!
//
لها في تلافيف الدماغ فراشة
تهيمُ على وقعِ الضياء إذا لمعْ
//
ترفرفُ في لوحات (مونيه) سعيدة
تعانق أفق الرسم شعرا قد انطبعْ
//
تقيمُ على ماء الشعور برعشة
تلامسُ ضوء النهر عشقا لها سطعْ
//
فتدرك أن الكون من فيض قبلةٍ
وأنّ شعور الحب روضٌ ومنتجع
//
لتعزف ألحان الحروف قصائدا
وتترك نورَ الشمس يلهو بلا شبعْ
//
ستهواه قال البحر للشط مرّة
وقد لامس الموجُ القلوبَ بها اجتمعْ
//
وللموج آذانٌ إلى النبض تهتدي
فلا قصةٌ بالقلب إلاّ بها اطلعْ
//
يُحدِثُ عن شعرٍ (لرامبو) ويقتفي
مع الغيم دمعا في القصيدِ وقد خشعْ
//
فلا منطقٌ بالحبّ إلاّ اضطرامه
براكينَ تكوي الروح كيّا ولا تدع
//
عجيبٌ هيام الروح حين اشتعاله
يُقيم على الفن الطقوس بلا ورعْ
//
ولو أنّ تلك الروح تبقى حبيسة
بجسم به تحيا وما حققَ الشبع!!!
//
تمنيتُ لو أني فتاه وسيفه
فلا يقتفي دربي الحسودُ بما خدع!
//
على غيمة يبقى يُناجي هطولها
ومازال للعشاق غيمٌ ومرتفعْ!!

 

تعليق عبر الفيس بوك