يصرخُ فينا راسكولينكوف


سوسن الغزالي – ألمانيا

أشهِرْ جوعَك في وجهِ العالمِ
وحدَهم الموتى لا يجوعون !!

منْ يُسكت جوعَ شعبٍ
يجترُّ مجدا زائلا بطعم الدماء!!

من يبتلعِ البحرَ كإله غاضبٍ !!
ويبقي على أصابع  تقبض على الماء!!

يصرخُ فينا راسكولينكوف ..
لا تكرروا الخطأ مرتين !!
أيها المغرورون حدّ النكران
أي جرائم تفتعلون
من أجلِ الإنسانِ
***
دعِ الغربانَ
تمارسُ مهنتَها الأزليةَ
كأبواقِ الموتِ
تعلن بدءَ وليمةِ الدمِ الحارِّ
ليس كلُّ قتلٍ نهايةً
ولا شيءَ أبديّاً
إن منحناه حرية البقاءِ
أو الفناءِ

قلتَ لي: لا أصدّق إلا كلَّ ما هو طارىءٌ
كسقوطِ نيزكٍ
غافلَ أعيُنَ الفلكيّين وقارئي الطّالع
وقلتَ: أريدكِ حيّةً وحارةً
كمعجزةٍ تحدُث لتوّها
كي أصدّق أن الله معنا الآن
.....
حقولُ الأقحوانِ في الجنوبِ
تعلنُ الأحمرَ طقسَ الجنائزِ
تعبرُها الآلهة
حافياتِ الأقدامِ
يحملنَ الحبَّ والحكمةَ
في كأس النبيذِ الخالد

كان علينا أن نُصغي
أكثر لما لم تقُلْه الوصايا العشرُ لموسى

في البَدءِ كانت الخطيئةُ
ضرورةً تخلقُ نفسَها لتُفنيها
امرأةً آثمةً
نُبذت من القبيلةِ
على مرآى من
التلاوةِ والتراتيلِ
وكهنةِ المقدّس
وحدَها الآلامٌ
ودمُ المخاضاتِ التي لا تنتهي
تُشهدُ حكمةَ الولادات الجديدة !!

 

تعليق عبر الفيس بوك