محاضرة بالمتحف الوطني حول حجم الأضرار التي لحقت بالآثار السورية

...
...
...
...

الرؤية - مريم البادية - محمد قنات

 

أقامَ المتحف الوطني، أمس، بقاعة المحاضرات بالمتحف، محاضرة بعنوان "الأضرار التي طالت المتاحف والمواقع الأثرية السورية خلال الأزمة والإجراءات المتخذة من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف"، قدمها محمد نظير عون مدير شؤون المتاحف ومعاون المدير العام للآثار والمتاحف بالجمهورية العربية السورية. وهدفتْ المحاضرة لمناقشة مواضيع تاريخية وتراثية على الأرض السورية والآثار التي تعرضت لها المواقع التراثية، إبان الهجمات التي تعرضت لها سوريا.

وتطرق محمد نظير عوض في المحاضرة -التي حضرها عدد كبير من المهتمين والمثقفين، وعدد من المسؤولين؛ من بينهم: سعادة سفير سوريا لدى السلطنة- لعدد من المواضيع؛ منها: تسليط الضوء على الطبيعة الجغرافية والتاريخية للمنطقة، والأضرار التي لحقت بالمتاحف والمواقع الأثرية، إلى جانب التعرف على إجراءات الحماية التي من شأنها أن تحمي الآثار في سوريا. وأضاف نظير: إنَّ الحضارة السورية هي نتاج لكثير من الحضارات؛ منها: عصور ما قبل التاريخ وحتى أواخر العصر الإسلامي، فبرزت العديد منها؛ مثل، ماري، إيبلا، أوجاريت، تدمر، أفاميا، دورا أوربوس، عين دارا، المدن المنسية، معلولا، مدينة دمشق القديمة ومدينة حلب القديمة، وعدد من القلاع مثل قلعة الحصن، وقلعة سمعان، وقلعة المرقب، وقلعة حلب، وقلب دمشق. كما تضم الكثير من التلال الأثرية المنتشرة على مساحات واسعة من أراضي الجمهورية؛ مثل: تل براك وتل سكة وتل الروضة، إلى جانب الكثير من المتاحف التي تضم المجموعات المتحفية التي لا تقدر بثمن، مثل متاحف دمشق وحلب وحمص.. وغيرها من المناطق.

وتابع: في ظل وجود الأزمة واستمرارها لعدد من السنوات، وغياب دور الموسسات الحكومية عن بعض المناطق -ومنها السلطات الأثرية- أسهم كل ذلك في تزايد الأخطار المحدقة بالتراث السوري، فأصبحت الكثير من المناطق مصنفة على أساس أنها مناطق ثقافية منكوبة؛ مثل: جنوب الحسكة وريف دير الزور، وريف إدلب، وقلعة سمعان ومحيطها، ووادي اليرموك في درعا...وغيرها؛ حيث تحولت بعض المناطق الأثرية إلى ساحة معركة، استهدفت هذه المعالم ودمرتها، إلى جانب ازدياد أعمال الحفر السري الممنهج؛ مما أدى لتخريب الكثير من المواقع الأثرية ونشاط لأعمال تهريب القطع الأثرية وعودة ظاهرة التزييف لهذه الآثار؛ لذا وضعت مواقع التراث الثقافي العالمي السورية على لائحة التراث المعرض للخطر.

وأشار إلى تأثر بعض المتاحف -مثل متحف حلب، ومبنى متحف دير الزور والرقة- حيث تهشمت بعض النوافذ الزجاجية والأبواب، وتضررت الأسقف والجدران؛ بسبب وقوع تفجيرات في مناطق مجاورة، وسقوط قذائف هاون. كما تعرض متحف حماة ومعرة النعمان ومتحفي التقاليد الشعبية في حمص ودير الزور لأضرار مادية بسبب الاشتباكات التي طالت هذه المواقع، كما تعرض متحف تدمر لأضرار بالغة بسبب الأعمال الإرهابية التي أدت لتحطيم وتكسير للمنحوتات التدمرية الاستثنائية، وحدثت سرقات عديدة ومختلفة للقطع التدمرية الأثرية.ومن أشهر السرقات التي شهدتها المتاحف السورية سرقة قطعتين أثريتين؛ هما: تمثال برونزي مطلي بالذهب يعود للفترة الأرامية من متحف حماة، وقطعة حجرية رخامية من متحف أفاميا، كما سرقت قطع أثرية من متحف التقاليد الشعبية في حلب، وكانت عبارة عن أوانٍ زجاجية وخناجر بغدادية وستة نبال وبعض الألبسة.

وختم بقوله إنه ومن أجل الحفاظ على ما تبقى من هذه المقتنيات، تم نقل العديد منها إلى مناطق آمنة، وإطلاق مشروع أرشفة وتوثيق المتاحف السورية، وإصدار اللائحة الحمراء بالتعاون مع اليونسكو والإنتربول الدولي.

تعليق عبر الفيس بوك