[صرصارٌ في رأسي]

نور السعيدي – العراق
(1)
[صرصارٌ في رأسي]
حين يعَجفُ ثدي الضوء
ويلطعُ المهرج دراهمهُ ،،،
أسمعُ عَرير * صرصار برأسي
كلما تمطى جسدهُ المُعلق بكِلابٍ من ورقٍ
باضَ بوق يسعلُ على منصة
جمهورية السجود.
يأخذني ،،،
لجحيمٍ أزرق كآلهةِ عِناق
يوقِدُ لي مشاعل السَدَنة
أرى ــ رِواق لسلاحف الغيلم *
تُهديني من خِلخالها وردة اللاعودة
مَرَرَني ،،،،
بمداخن تقطرُ أجداثاً وبيوتاً من صفيح
قُبباً لخفافيش تلتحف أجنحتها
شاهرة سيف الذهول
لجنازة سيد السعادين
ومثرمة بمقصاتٍ عُميّ
تشطرُ الدفء لتُبقي على الإحتراق .
يُشْهدُني ،،،
على مُشادَّةٍ لفتوى بين ،،
مرعى على دِمْنة وحوريات القواطي
بين ،،،
دنافس* متخومة وقواد دعارة الطوايل *
بين ،،،
حِدْبةٍ لعاملات الطابوق
وصفارة لغداءٍ أضاعت خرزتها
بين ،،،
أبطال الشوارع
وعَجيج مرتعش يقرأُ طالع عُهر النهار .
أدخلني بمتحف ،،
لسيركٍ متخوم ونخل أثرم
دنامل تتناسل لضرع مشطور
ظل خوذة تورم تحت ضربة شمس
وهَمهمة بنات طارق * ،،
ـــ إلْتَدَمْنا * من العُريّ ،،
فآلْبِسوا العِرا ،،، قاف
كي لا تغرقنا فأرة .
من بعيد ،،،
يُسمعني عواء يرشقُ وجوه منهوبة القفا
وكورال جرذان لأوبرا لالش *
كلما تَبوَّلَ الطاووس * على دَف القوال *.
من بعيد لبعيد ،،،
بمعتلفِ * النثيل * ،،
تُركاض * ذباب على دم قَط الرِقاب
حفلة شِواء أوّارها * أسمال أرملة آشور
تَضَرَّسَتْ * على فزاعة ممصوصة وغراب .
وعُشب مُداس لعذراء معبد
قايضتْ خوذة فارس بقدسٍ وأقداس .
أفحطتَني * أيها الصرصار الأفكل *
دعني أرتدي كائني بأرض الكنانة
جائعةٌ والجوع حانتي
قلبي جلادي وأنا ،، أكرهني
فكرهاً بي لعربدة النوى عُدْ بي
لماردٍ من ماء وناي .
كم أنت نبيل أيها الموت
بأيقونة الوجع المُذيلة
بقطارٍ من ديدان
يصل عند حماقتي ليثمل
ربما ،،،
أنا أكثر من
ميت .
.....................
مفردات لغوية:
عرير / صوت الصرصار
الغيلم / سلحفاة معمرة
دمنة / زبالة
دنافس / الراعي الكسول
طوايل / حارة دعارة بأطراف بغداد
لالش / ألهة الأزيديين
الطاووس / الملاك المنقذ لهم
القوال / المنشد لإحتفالاتهم
معتلف / مكان العلف ،، النثيل / الروث
تركاض / المبالغة بالركض
أوارها / لهيبها
 تضرست / عضت على الأضراس بقوة
افحطتني / اتعبتني
الأفكل / الأحمق
إلتدمنا / شق الجيب والنواح

 

تعليق عبر الفيس بوك