لــــغةُ الكــــون


مها دعاس – سوريا

بينما تغرد العصافير
أعرف كيف أنصت للغة الكون وأنا أطارد
ندى الفجر يدس الروح في الورد
ينثر  عبيره برهافة موسيقا الإله
كلغة المخلوقات المبهمة
اللغة التي لا تعاني متلازمة البشرية

الروح لا منطق لها
تحلق حيث تشاء
كالكلمات نتبعها بقلب مفتوح على المعنى ،معربش على نوافذ الدهشة ،حبال الشغف وملاعب اللهفة

بعض الكلمات مباركة كامراة اغتسلت في نهر الجنة و تكحلت بكحل الملائكة
وبعضها سحابة تمطر تينا وزيتون
ومنها فراش يحلق بلا توقف يدغدغ لآخر العمر كترنيمة مقدسة
يا مداد الكلمات

لنعبر  لضفة النور  علينا فقط أن ننظر حولنا
لتناوب الظل والضوء
تعاقب الليل والنهار
الريح تنفخ في دروبها الموت والحياة
شرود الغيم المسافر في اللازمان و اللامكان

لنتبع أرواحنا الأولى قبل أن تدق الحياة مساميرها في توابيت أرواحنا
لنعانق هذا الصمت الذي
يحرس عشب الأيام التي تسير في نزول بينما يسير الماء في  طلوع

الحياة أسوأ فكرة لسكان هذا الكوكب المنحوس
الفناء حقيقتنا المطلقة التي تلتف حول أعناقنا

لا أحد يهتم لما يجري هناك
على الجانب الآخر من الكون
أنا لست صوتا لأولئك المتروكين قصدا
تحت عنوان" المعذبون في الأرض "

لساعات طويلة أسير ووجهي غريبين تهنا في دروب الوقت
معا نعانق هذا السكون على ضفاف ذلك النهر الذي يسير بكسل قطة ناعسة نحو مجراه

بمتسع من الفراغ
 كفائض عن  الأيام أدخل للبيت بمفردي
 أين نسيتني ..؟
كلوتس غريبة
تعاند وجه الماء وتلوذ بماء الكلام ..

 

تعليق عبر الفيس بوك