يمنحُ الرّيحَ سبباً مُمتعاً للهُبوب


سوسن الغزالي – ألمانيا

وجهُكَ يلفُّ المدينةَ
مِثلَ شجرٍ يتنامى
على أطرافِ حديثٍ مبلّلٍ أخير
......
وجهُكَ ..
يتعالى فوقَ همهماتِ العابرين
مثلَ عبارةِ " طابَ يومُكَ"
تردّدُها نادلةُ المقهى الفتيّةُ مبتسمةً
للزّبائنِ المغادرين
تعلو وتهبِطُ حدّتُها مع كلّ نُطقٍ
واحدةٌ تبعثُ على الحبّ
وأخرى توحي بأنّ هذا العالمَ بخيرٍ
وثالثةٌ تعتليها نظرةٌ بشفاهٍ كالقبلةِ
فالأنثى تتحسّسُ جسدَها
بعينَي رجلٍ وسيمٍ
.....
وجهُكَ
يلطِّف طقسَ
الشّوارعِ المصابةِ
بغبارِ اليأسِ
ويمنحُ حَرَّ المسافرِ
ظِلَّ الكنائسِ القديمَ  
....
يمنحُ الرّيحَ
سبباً مُمتعاً للهُبوب

كأنْ تُشاركَ الأوراقَ المتساقطةَ انتقامَها الآخيرَ
فتحملُها أعلى مما تستطيعُ استطالةُ اغصانِها الجديدةِ  

كأنْ يتكشّفَ القليلُ من لمعانِ الرّخامِ
لعابرةٍ ترتدي فستاناً ذهبَ مع الريحِ

أو كأنْ تنثرَ غبارَ حياة حوْلَنا
يضجُّ أطفالُها في دمِنا يستعجلونَ المجيءَ

هلْ لي أنْ أتخيلَ حياةً تخلو من الريحِ..؟
أو وجوداً لا" وجهُك " فيه. ؟
..
إنْ كنتُ لا بدّ أن "أكونَ "لتكونَ
تقولُ الحكايةُ..
فكيفَ لي ألَّا أرى وجهَكَ
 كضلعٍ" ي" ضل إلي الطّريق

 

تعليق عبر الفيس بوك