أريدُ حُــريتي


زكريا الشيخ أحمد – ألمانيا
(1)
سأثبت لك أنك لا تعيش،
وأنك فقط تتنفس،
أما العيش فهو شيء آخر يا صديقي.
أنت لا تستطيع العيش أساسا
لأنك محاصر دائما برغبات عديدة.
تمضي نصف يومك
بالتفكير في الرغبات التي تريد لها التحقق،
ونصفه الآخر تمضيه
بالتفكير برغبات البارحة التي لم تتحقق،
و رويدا رويدا تخفف من رغباتك
واحدة تلو الأخرى،
إلى أن يأتي يوم
لا تعود فيه ترغب بأي شيء مطلقا
سوى رغبة واحدة:
أن تنام، ولا تفتح عينيك أبدا.

(2)
لا أريد أن أكون سعيدا
في حياة أخرى.
أعطوني حصتي من السعادة
هنا ، والآن،
إن كانت لي حصة منها.
أريد استثمارها هنا.

لا أريد أن أكون حرا
في حياة أخرى.
أريد حريتي
هنا، والآن.
أريدها ،
لأبدأ بتوزيع سعادتي المفترضة
على من أحبهم من البسطاء، و المحرومين.
هنا، والآن
أريد توزيعها
ليس لأني إنسان فاضل، أو كريم.
وليس لأني إنسان مبذر، أو سفيه
ولكن لأني أناني، وجشع،
وكلما وزعت القليل من السعادة
اكتسبت سعادة أكثر منها أضعافا مضاعفة.

 

تعليق عبر الفيس بوك