لمـاذا قـتلْتَـــــنَا معًــــا؟!


فاتن باكير – سوريا

أعرف أمًّا كلما توضأتْ في الفجر زارتها الملائكة
لا يمكن لصوتها إلا أن يكون صحواً
رنين تراتيلها في الفجر يوقظ فيّ النسيان الذي أشتريه من متاجر خوفي وذعري
كلما رددت (يا الله) ينتفضُ قلبي وأشعر بالحياة
وكأن كل ما مررت به ليست حياة
وإنما نذرًا يسيرًا من يقظة، أو شيء يشبه الصحو

أمي ليست طفلة في السبعين كلما اشتاقت لنا بكت
ولا هي دعاء في الليل ونحن نائمون
وحتى كلماتها العربية تبدو واهنة من ثقل لفظها
إنها أنا.. شكلتّني على مهل من طول حبسها

عندما أحببتك قالت لي:
لا تحبيه مثل جرو وفيّ لأن الكدمات التي تخلِّفها أحجارُ غدرهِ قد تُشوِّهكِ
سيخونك مع أول طفلة تربي جدائلها للغيب
سيقول لك: إن الحب كلمة تلفظُ في ساعة سُكر
ولن يكون مهيبًا أن يتذكرها حين يصحو
لأن الصمت قاتل محترف يشوِّهُ أكثر مما يداوي
لكنني أحبكِ
أحبُّ جُرحكِ الذي يؤلمني كلما غمسته بالمعقم
لا أريده أن يلتئم
لأن جزءًا مني يريد أن يكون منك
هل أصدقها أم أصدقك؟

أحياناً .......
وهذا ما يحدث دائمًا وأبدًا أودّ أن أكون وحيدةً
أريد فعلًا أن أدخل في غيبوبةٍ لكن عينيّ مفتوحتان
وأريد أن أراك في غيابي
في حضوري الذي تشتريني به كلما تحادثنا
كيف يعقل أن تكون مثقلاً بالوجع ولا تقربني؟
كيف كنت تسمي طقس لقاءنا بـ (حالة التقدم إلى الوراء) هههههههه؟
لا أفهم كيف تستطيع تسمية كل ما يرتبط بي بـ (حالة) !!!!!
صدقني أنا أضحك الآن من مجرد كتابتها!!

لا أعرف وجعًا أثقل من وجعك
حتى لو أنني بكيت، وذرفت اسمك
إنها على حق أمي.. كانت تعرفك أكثر مني
كانت تحبكَ مثلي!!
لكنك خذلتها قبلي.. قتلتنا معًا

يالله ....
كل هذا الجمال الذي يحيطك ....
كل هذا النقاء ....
كل هذا الجلال المهيب ....
ومايزال الكثيرين يخطئون في تهجئة تضرعاتهم ...

 

تعليق عبر الفيس بوك