عـمـشـقـيـة


أحمد بن هلال العبري – سلطنة عمان

 

قـلـبا مُـــحـبٍ أنارا اللـيـلَ إصباحا
فلـقّنا لــغـــةَ الأحـــبـــابِ إفصاحا
 //
أنا هُـــما، وهُــــما فـي نحن, قد جَمعـت
فـي (نحـــن)  قلبـيـن مجـــروحاًوجرَّاحا
//
يجري دمـي بحروفِ الضادِ في سُـبـلٍ
بــها غـــدا صاحــبــا حرفـيَّ أو راحــا
//
وتطــربُ الأذنُ , في أذنـــي رواجـعُـه
تــنسابُ شعـراً  بـمــا في قــلـبـه بَـاحـا
//
أنــا الدمشــقـيُّ , شط ُّ الـبحـر قافــيـتي
يُـلـمـلـم الشــعــر أتـــراحــاًوأفــــراحا
//
على شــفـاهي يـُـــلاقي الحرفُ موطنه
ومـن يــميني يـفــيـضُ الكأس نـضَّـحا
//
لـكـلِّ  هــمــزةِ  حـــبٍ  فـــي دفاتـــرنا
يُــرخــي الـــفــؤادُ طَـــباشيرا وألـواحا
//
وكــــلُّ  هـمـــســـةِ  ودٍ مــن بــلابـلِـها
غنَّى بها الـوحـــيُ في قــلبيَّ صـداحا
//
أنـــا العـــمـانيُّ، أبْــني عـرشَ مملكتي
نهـــراً يفيضُ  ونهـــراً يرشفُ الـراحا
//
أسـلتُ  وادي الهـوى ، فاخضرَّ مربعُه
وطـــرَّزته يـــمـيـنُ الحب أوشــــاحا
//
إنْ رمـتَ  قطفاً,  فـقـد أهـدتـك أيـكـتُه
طـــيَّ الـفـــؤادِ عَــــناقـــيــداً وتــفــاحا
//
وإنْ وجـــدتَ لك الأبـــوابَ مشــرعـةً
فلــم يكــنْ غـيـر مــا أحكــيه مــفـتـاحا
//
أنا العـمانـيُّ- لا رجعُ الصدى- سَفـري
إليك أنْ نــجعـــلَ الروحين أرواحـا
//
أبحــرت بالشعـر دهـــراً دون أحــرفِه
وكــنــتُ  دونـَك  بالحــرفـيـن مــلاحا
//
أعــــودُ  فــيـك دواويـــنا  مضـــرجــةً
بقــلـبِ صــبٍ  يُـلاقي فــيـك جَــرَّاحــا
//
أحرقتُ في مجــمــرِالأشعـــارِ شـاردةً
من اللــبانِ, وإنِّـي بعــضُ مــا  فَـــاحا
//
وكــلُّ أفـــلاجِنا تـــنــسابُ ناضــحـةً
حــرفـاً  تخــفَّى  وحــرفاً  بالهوى لاحا
//
أوَّاه  يا شعـــرُ  يا  أذكــــارَ  معـتـكـفٍ
يُــلمـلـمُ الــوقــتَ بالأذكار مسباحا
//
أراكَ  تـنـثـــرُ في الآفـــاقِ أحرفنا
بـــدراً يـــنــيـــرُ, وللـنجـــمـاتِ لمَّاحا
//
أنا العــمــانيُّ،حـصـن فــي مــديـنـتـنا
يــــأوي الــعــــروبةَ إيـماناً وإصـلاحا
//
نَـصـبـتُ نفسي عــيــنـا في عـروبتها
وفـــي الحـقــول نصـبتُ  العـزمَ فلاحا
//
فهــل أنـا  الآنَ  لـلأشعـــارِ حــــارسُها؟
أم قـــد أُلاقــي-مـــعــــاذَ اللهِ-سفَّـــاحا؟
//
فَـــدوى فـــؤاديَ ما يَحــمي نـوابــضَـه
والنبضُ  صار بمـــا يَــــرجـــوه ذبـَّــاحا
//
آمنتُ بالشعـــــرِ  كأساً,  طَـــيُّ ثورته
نهـــرٌ يـفـيـــضُ فناجينا وأقــــداحا
//
فكــــلُّ لــيـــلٍ دمشقيٍ به قــمـــرٌ
يـــهدي عــمــانَ من الأنوارِ إصباحا
//
وكلُ صبـــحِ  العمانـــيــيــنَ في وترٍ
غــنَّـــت دمشــــقُ به الألــحــانَ أفراحا
//
فاقــبـلْ (عمــشــقـيـةَالأشعارِ) يا وتراً
قَـلــباي بَــــاحــا بهــذا الحـبِ وارتاحا
.......................................................
 
** شاركت بهذا النص في ملتقى الحكايا في دمشق في ٢٠٠٩م

 

تعليق عبر الفيس بوك