أحلامُ عصفور


أشرف قاسم - مصر

في كُلِّ يومٍ كان ينسجُ ألفَ حُلمٍ
ثُم يودِعُها بريدَ الأزمنةْ !
ويظلُّ ينتظرُ الردودَ
ولا ردودَ
سوى الليالي المُحزِنةْ !
*  *  *  *  *

كم كان يحلمُ أنْ ينام الليلَ
في حِضنِ امرأةْ
تحميهِ مِن بردِ الشتاءِ
ومِن جنونِ الأوبئةْ !
وإذا الرياحُ تناوحَت
بِمراكبِ العُشَّاقِ
صارت مرفأه !
*  *  *  *  *

كم كان يحلمُ أنْ يكونَ له صديقْ
يحنو عليه ويشعلُ الأنوارَ
في هذا الطريقْ
ويظلُّ يغرقُ في الخيالِ
ولا يفيقُ !
*  *  *  *  *

عيناهُ كانت تذهبان إلى بعيدٍ
حيثُ لا معقولَ فيهْ
وتعودُ تبكي - دون شيءٍ -
ضمَّها حُزنٌ سفيهْ
ويعودُ بالأحلامِ غرقى
بين أشجانٍ وتيهْ !!
*  *  *  *  *

ما كان يُدركُ أنَّ هذا العدْوَ آخرُهُ الفشَلْ
والأُمنياتِ الثائراتِ ستغتدي وهماً
وينتحرُ الأمَلْ !
ما كان يُدركُ أنهُ
يعدو على دربِ الخبَلْ !!
*  *  *  *  *

عيناهُ في ليلِ التوحُّدِ جمرتانْ
نامت على هُدْبَيْهِما
صورُ التشرُّدِ والهوانْ
والوجهُ يأكُلُه شُحوبُ الإمتهانْ !
هذي التجاعيدُ التي فد حاصرتْهُ
قصيدةٌ حيرى بِإمضاءِ
الزمانْ !!
*  *  *  *  *

كُلُّ البلادِ رأتْهُ عصفوراً
كسيرَ الأجنحةْ
ماتت على شفتيه
ألحانُ الوجودِ الصَّادحةْ
كلُّ البلادِ تَمُجُّهُ
لا بابَ يقبلُه
وتُنكرهُ الوجوهُ الكالحةْ !
يطويه ليلٌ صامتُ الأنفاسِ
فاحت منه ريحُ الأضرحةْ !!
ما زال يفتحُ دفتراً
نامت على صفْحاته صورُ الخداعْ
ما زال يسبحُ كلَّ ليلٍ بين أورادِ الضياعْ
حتى إذا ما أرهقَتْهُ دموعُهُ
واحتلَّه جيشُ الصُّداعْ
يطوي الصحائفَ ثُمَّ يأوي لِلفِراشِ
بِدمعةٍ حرَّى ووَجْدٍ
والتياعْ
وهناك ينطفئُ الشعاعْ !
وهناك ينطفئُ الشعاعْ

 

تعليق عبر الفيس بوك