ندوة التماسك الأسري السابعة تناقش المحافظة على القيم والاستفادة من التقدم العلمي

...
...
...

صلالة - الرؤية


انطلقت أمس الأربعاء فعاليات ندوة التماسك الأسري السابعة تحت شعار (راقٍ بأخلاقي) وذلك تحت رعاية معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار، وبحضور معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية وعدد من أصحاب المعالي والسعادة بالإضافة إلى حضور مشاركين يمثلون عدد من المؤسسات الأكاديمية المحلية والخليجية والعربية وجمعيات المرأة العمانية وذلك بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بولاية صلالة.
وتأتي ندوة التماسك الأسري في إطار المحافظة على القيم المستمدة الدين الإسلامي وتاريخ السلطنة المجيد، والاستفادة من التقدم العلمي والثورة المعلوماتية، حيث تركز على عدد من الأبعاد وتطرح بعض الإشكاليات لتضع مقترحات وحلول تساعد الأفراد والأسر على التوازن والمحافظة على منظومة القيم الأخلاقية.
كما أنّ "استراتيجية العمل الاجتماعي ورؤيتها المستقبلية أعطت الجانب المجتمعي والأسري حيزاً كبيراً في مضمونها، وجعلت للمجتمع المدني دوراً بارزاً ومشاركاً في عملية التنمية الاجتماعية، حيث يعد تنظيم جمعية المرأة العمانية بصلالة لهذه الندوة بالتعاون مع الوزارة تكرس جانباً من أهداف تلك الاستراتيجية.
وخلال افتتاح الندوة قال المكرم الشيخ زاهر بن عبدالله العبري عضو مجلس الدولة أن المجتمع العماني يتميز منذ الأزل بقيم أخلاقية عميقة لابد من استمرارها لكافة الأجيال، دون أن تتأثر بالمتغيرات، واعتبر العبري أنّ الندوة بإمكانها تحقيق العديد من الأهداف المتعلقة بالقيم الأخلاقية، من خلال المؤسسات المدنية والمجتمعية.

بعدها بدأت الجلسة الأولى بورقة قدمها الدكتور محمد بن راتب النابلسي حملت عنوان "الحصانة الذاتية لدى الشباب"، أشار فيها إلى أهمية أن يعي الشباب أهمية الاقتداء بالسنة النبوية، التي كانت ولا تزال المقياس الأول لتطبيق الأخلاق.
ثمّ قدم الشيخ سالم بن علي النعماني خبير الإرشاد والتوجيه الديني بجامعة السلطان قابوس ورقة أخرى بعنوان "مناهج التربية الأخلاقية" حول دور روافد التربية في تعويد الناشئة على تطبيق القيم الأخلاقية من خلال المجلس والبيت والمدرسة والمسجد، إضافة إالى المجتمع ودوره في ترسيخ القيم من خلال النصح والإرشاد، مستعرضا قصصا واقعية من المجتمع العماني.

ثم عقدت 3 حلقات عمل الأولى بعنوان "أثر وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك الأخلاقي" تطرق خلالها الدكتور حمد بن حمود الغافري –أستاذ مساعد بالجامعة العربية المفتوحة- إلى وسائل التواصل الاجتماعي مبينا أهم سلبياتها وإيجابياتها.
فيما كانت الحلقة الثانية حول "القيم الأخلاقية في المساكن الطلابية" حيث تحدثت الدكتورة ريم أبو عبادة من جامعة ظفار عن تجربة السكن الجامعي واستعرضت أهدافه وأهم مشكلاته.
واختتم اليوم الأول بحلقة ناقش خلاها عدنان بن مصطفى الفارسي - مدير دائرة شؤون الأحداث - أخلاقيات العمل التطوعي، حيث أشار إلى أن العمل التطوعي في سلطنة عمان قبل عام 1970م ظهر من خلال ما يميز المجتمع العماني بقوة تجانسه وتكاتفه الاجتماعي ويظهر ذلك في المناسبات والعادات ومختلف الأحداث الأخرى  التي تميزت بالتعاون والمشاركة الاجتماعية، كما أن الدور المحوري للدين الإسلامي وأثره الملموس في تفعيل ثقافة العمل التطوعي، ومن خلال بروز دور المشايخ والرشداء وذوي الهيبة والنفوذ، وبالرغم من ذلك إلا أنه لم يكن هناك متخصصون مهنيين في هذا المجال وعدم وجود قوانين وتشريعات تنظم ممارسة العمل التطوعي، ولكن بعد عام النهضة نشأ العمل التطوعي في سلطنة عمان بمنظومة المرأة العمانية وحركتها النشطة في بداية السبعينيات، بالإضافة إلى صدور القانون المنظم لأعمال الجمعيات في عام 1972م.
وعرّف الفارسي أخلاقيات التطوع والتي يقصد بها المواثيق الأخلاقية أو مدونات السلوك حيث تتضمن الخطط الاسترشادية القيمة السلوكية التي تم التوافق عليها في إطار المجموعة المعنية لكي يتم الحكم على عمل ما أو ممارسة أنه صواب أو خطأ بما يتفق مع المصالح العامة والمبادئ، وأشار إلى أنّ الحاجة للتقيد بأخلاقيات العمل التطوعي أتت بسبب الزيادة الهائلة كما ونوعا للمنظمات التطوعية ومؤسسات المجتمع المدني، وارتباط هذه المنظمات والمؤسسات بمجال الإغاثة والمساعدات الخيرية، بجانب تدفق التمويل على هذه المنظمات والمؤسسات.

يشار إلى أن الندوة هذا العام تتناول محورين أساسيين وهما موجهات القيم الأخلاقية ودور المجتمع في تعزيز القيم، وتهدف الندوة والتي انطلقت في عام 2012 إلى التأكيد على أهمية القيم الدينية والأخلاقية والموروث الاجتماعي على أنّه موجه للسلوك المجتمعي، وفتح قنوات الحوار بين الباحثين والمشاركين وتبادل الخبرات والتجارب في هذا المجال، إضافة إلى تحفيز الشباب والناشئة على المحافظة أهم الأخلاقية، والتركيز على الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، بجانب إبراز دور الأسرة والمرأة على وجه الخصوص في تعزيز التماسك المجتمعي والمحافظة على القيم.
 هذا وتختتم أعمال الندوة اليوم بـ 4 أوراق عمل تناقش "دور المجتمع في تعزيز القيم".

تعليق عبر الفيس بوك