حتى نعود إلى الدروب البوصلة


د. ريم سليمان الخش – باريس

مازال وجهك في الدجى لي بوصله
مازلتُ من ضوء الشفاه مبلله
//
مازلتَ سرّا للوجود ونشوةً
عبثيةً تُغري الفناء لتقتله !
//
مازلتَ فيضَ مشاعرٍ جدلية
عُكستْ على وجه الفضاء مهلله
//
فاغرس دموعك في دمي تفاحة
واقنص ظباء العشق حتى تُذهله
//
مازلت تزرعني حقول سنابل
عند العجاف أنا الصواع لتأكله
//
في راحتي اليمنى سلام دائم
وقبور أطفال روتّها قنبله
//
في راحتي اليسرى مناجم حنطة
وخرائطٌ لغد العروبة مهمله
//
وعلى الشفاه جداولٌ رقراقة
تسقي بلهفتها جميع الأسئله
//
وأنا أنا مازلت أمتهن الحياة
قصيدة حسيّة مستعجله
//
مازلت أسكن باختلاج فراشة
جُذبت لوهج حبيبها متبتله
//
مازلتَ تبكي مثل طفل تائه
وأرى بعينك موطني فأقبله
//
مازال نبضك صارخا متوجعا
يبكي حياة البائسين المهمله
//
يرنو إلى دمع الخيام بحسرة
ويدير وجها لايهادن مقصله
//
وزرعت قلب الشعر ألف قصيدة
لكن حظك لايفارق حنظله!
//
أعجوبة كنّا بسابع شهقة
وجحافل التبيان حلّت معضله
//
الحب ألوان الوجود ورسمه
لأرسم دون الحب حتى أكمله!!
//
دون المحبة كل شيء ناقص
حتى صلاة الفجر تنقصُ بسمله
//
فاركن إلى جبل الغرام تولها
رعشات قلبك للقصيد مزلزله
//
سُحُب القلوب الدافئات مظلتي
والحب ثوبٌ طاهرٌ لن أخذله
//
مطر النفوس البائسات أصابني
والحزن بابل والخطوب مجلجله
//
يادجلة الخيرات ماؤكَ جنّة
والدهر وحلٌ قاحلٌ كي تغسله
//
والوقت أورقة العطاء تحننا
والريّ اشباع السنين المقبله
//
تلك القلوب بنورها أسطورة
لكنّها بيد الظلام معطّله
//
لكن مفتاح السلام خديعة
حتى تظلّ إلى الجحيم مهروله
//
يادجلة الخيرات فاغسل يأسنا
حتى نعود إلى الدروب البوصله

 

تعليق عبر الفيس بوك