الدوري الإنجليزي "طموحات متشابهة"

حسين الغافري

 

بدأت عجلة البطولات الأوروبية في الدوران من جديد، بعد فترة توقف طويلة استمتع فيها عشاق كرة القدم ببطولة كأس العالم لكرة القدم في نسخته الروسية. صفحات كأس العالم الأخيرة أصبحت طي التاريخ بعدما حققت فرنسا البطولة وصنعت كل من كرواتيا وبلجيكا الإنجاز، وكانت إنجلترا على موعد من رسم ملامح منتخب طموح نتأمل من نجومه أن يصنعوا شيئاً في اليورو القادم على أقل تقدير بعد المستوى الفني المتميز الذي قدموه. الآن كأس العالم بات كما ذكرنا محض تاريخ شاهد لكل ما تحقق، وعادت البطولات الأوروبية للدوران مجدداً

أكثر البطولات الأوروبية تنافسية في الأعوام الماضية يتصدر ترتيبها الدوري الإنجليزي بطبيعة الحال. إذا ما سلمنا بانحصار البطولة الإسبانية في قطبي مدريد الريال والأتلتي والغريم الأزلي برشلونة، وألمانيا أصبحت المنافسة صعبة لمن أراد زحزحة البايرن، والحال مماثل في كل من إيطاليا بسيطرة يوفنتوس في الأعوام الأخيرة، وفرنسا بالاستثمارات القطرية لنادي العاصمة الباريسية. في الدوري الإنكليزي الأمور تبدو ليست بتلك الفجوة التي هي في بقية الدوريات. صحيح أنّ قوة استثمارات مانشستر سيتي وغريمه مانشستر يونايتد في آخر عامين واضحة للجميع

 

 

 

يبدو أن مانشستر سيتي لازال المرشح الأوفر حظاً من بقية منافسيه، الأسماء التي يملكها الإسباني جوارديولا بات طموحها أقصى من تحقيق اللقب المحلي، فالبطولة المحلية أمرها لم يكن معقداً إلى ذلك الحد، وقد تحققت على من سبق الفيلسوف الإسباني أمثال التشيلي بيلغريني والإيطالي مانشيني. هدف جوارديولا هذا العام ضمان تحقيق البطولة المحلية التي حققها العام المنصرم بالإضافة إلى اللقب الأوروبي وهو مطمع الإدارة الأول.

في الجانب الآخر لا تبدو الأمور كما يتمناها البرتغالي مورينهو. المدرب طالب بتدعيم الصفوف ولكن لم يتم تلبية طلباته؛ الأمر الذي يظهر وجود علاقة سيئة بين الجانبين، أضف إلى رغبة الفرنسي بوجبا الخروج من الفريق وتغيير الأجواء. إجمالاً، بالأسماء الحالية التي يمتلكها الشياطين الحمر فإنّ المنافسة على اللقب المحلي لا تبدو مستحيلة، المجموعة جيدة وجميع الخطوط على قدر عالٍ من الكفاءة إذا ما وُجِد التوظيف السليم من جانب مورينهو الذي دائماً ما يهتم بالشق الدفاعي.

أمّا البلوز تشيلسي فقد استبدل مدربه كونتي بالفيلسوف ساري. ولعل كونتي الذي تبدو علامات التعجب في إقالته قياساً بما قدمه وما صنعه مع تشيلسي إلا إنّه كعادة الأوضاع المرتبكة فإنّ الضحية المستمرة هو الحلقة الأسهل والأضعف المتمثلة في المدرب. عموماً ساري متوقع منه أن يحقق الكثير مع البلوز بعد الفترة الممتازة التي قضاها مع نابولي والفكر التكتيكي الممتع الذي قدمه.

غير بعيدين كل من آرسنال وتوتنهام. الأنظار مصوبة إلى أوناي آيمري خليفة الفرنسي فينغر مع "المدفعجية" ولعله موسم صعب بالنسبة للمدرب خصوصاً في إعادة ترتيب الأوراق وبث روح الانتصار والفوز والألقاب التي ابتعد عنها الفريق في الدوري. "السبيرز" أيضاً فريق مثير للاهتمام هذا العام مع الأرجنتيني بوكاتينهو الذي أثبت نفسه وقدم موسمًا مثاليًا العام المنصرم. الفريق حافظ على أدواته التي ضمنت له الوصافة العام المنصرم دون أي إضافات إطلاقاً، ولعلّ السبب يأتي في الإنفاق اللوجستي في بناء الملعب الجديد. عموماً توتنهام بما يملكه من أسماء سيكون مزعج بشكل كبير لأندية المنافسة على اللقب.

في المقابل تبدو حظوظ ليفربول قوية لصناعة موسم استثنائي ومنافسه السيتي واليونايتد والبلوز. الفريق مع كلوب وبتواجد خط هجومي عالي المستوى يتقدمه الفرعون المصري محمد صلاح والسنغالي ماني والبرازيلي فيرمينيو. بالإضافة إلى خط وسط ودفاع بدرجة كفاءة عالية. الفريق رمم صفوفه في مختلف الخطوط واستقدم الحارس البرازيلي أليسون بقيمة انتقال تجاوزت 70 مليون دولار في صفقة قياسية

البطولة الإنكليزية عودتنا على الإثارة والمتعة في كل لقاءاتها، ودائماً ما تحضر المنافسة والندية بين جميع أندية الدوري. وهذا العام على موعد آخر من متعة التنافس التي تتواجد بطموحات كل من مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال وليفربول وتوتنهام في تحقيق اللقب، وبدرجة أقل بقية الأندية.