أخبــــــــــار


يوسف شرقاوي – دمشق


المدن تركل أبناءها بعيداً، نحو صدر مقطوع جاف، يعصر لهم الشقاء ويشربونه ترحالاً في عضلة القلب.
سيف الدولة صار قطعة من خشب وثريّا امتهنت النجارة في الحب، تبري السماء وتشذّبها لتتماهى مع الحلم.
كلّ ليلى أودت بشاعرها، يقول الغريب.
ويردف: كتبت القصيدة بدماء أطفالي لأمّهم في العباب، لكنها لم ترجع!
القمقم مفتوح، يتجرّع الأطفال شياطين جوعه وعطشه، يقول لاجئٌ في خيمته.
ويسترسل: لي وردةٌ على سياج البيت، لم تُقطَف، لكنها ماتت من البرد.
وحيدٌ أنا يا شهيدة، يقول عاشقٌ تحت المطر للسماء.
غريبٌ، سائح في شوارعي القديمة، رفاقي لم يذنبوا يا لئيمة، يقول باكٍ يمسك رصاصة متصدّعة ويبلعها.
"ها قد اختنق المتألم الأخير، افتحوا المقهى القديم وضعوا على الجدران قصائد الشبّان، لا يحقّ للقصيدة أن تُقرأ حتى يموت صاحبها"
هكذا قالت المراسلة الواقفة أمام مبنى الثقافة.
ومن المحطّة، قرب البنك الدولي، يقول المذيع: بقيت عشيقة الشاعر فقيرة، خذوها إلى مدريد لترقص قرب القصر.
ومن الإذاعة، تتوافد الأخبار:
-     شخصٌ ما أعرب عن قلقه ليلة أمس، لكنّه كان منصوباً بأمسى.
-    القارب يحبس ثلاث فتيات، لم يقبلن أن يكنّ مومساً.
-     وزارة الهجرة والمغتربين تعيد أطباء ومهندسين ومثقفين في أكفانهم، لم يقبلوا الإمضاء على ورقة بيضاء.
يفقأ العجوز عينيه ويصمّ أذنيه ويبتر لسانه، ينطق قلبه: هكذا صرت عربياً بالفعل.

 

تعليق عبر الفيس بوك