أبو زيد إسماعيل – مصر
أذّنْتِ حين تغافلتْ آذانُ
وذبحتِ حين اثّاقل القربانُ
//
ليستْ هزائمُنا نهايةَ حربنا،
أوَ كل مَن خسر الحروب يدانُ؟!
//
وعدٌ، وفي رحم الغيوب نبوءةٌ
وعلى قبور الراحلين لسانُ
//
ينبيكِ أن حياتنا هي موتنا
مهما ارتدى إنكاره الإنسانُ
//
يستأجر الموت ُ الحياةَ سفينةً
قبطانُها الأحلامُ والأحزانُ
//
تتحرك الدنيا ونحن وقودُها
مع أننا فوق الفضاء دُخَانُ
//
أنا آخر الغرقى الذين تمسكوا
بالصبر حين استذأب الطوفان
//
خلفي براكينُ الشتات، وأمّة ٌ
في روْعها قد عربد الإدمانُ
//
وكأنها بيت تكسّر وزنه
فغدت تشق جيوبَها الأوزانُ
//
تتراقص الأوجاعُ في شريانها،
أنفاسُها التسويفُ والخذلانُ
//
يا أمةً سرق الضياعُ رغيفها
وتجمهرتُ في جسمها الأدرانُ
//
لم يبقَ من ثوب الزمان عباءةٌ
إلا ورقّع خَرْقَها الهذيانُ
//
أنى اتجهتِ ففي فؤادكِ عتمة
من هولها يتعوذ الشيطان
//
نسعى إلى التاريخ نسرق لقمةً
فيذودنا، وبوجهه النكرانُ
//
ونعدّ لليوم الشريد وليمةً
مسمومةً، وطهاتُها كهّانُ
//
ما زلتُ أخترع الطموحَ وفي دمي
ذرّاتُ حلْمٍ بالهدى تزدان
//
سيثور في أذْن الظلام ضياؤنا
وتحطم الأزلام والأوثانُ
//
إني أرى في الغيب نفخةَ رحمةٍ
ونبوءةً يشتالها القرآنُ
//
وغدًا بعين الله يخصف حلمه
وسحائبًا أمطارها الإيمان
//
قلبي- إذا حمي الوطيس- قذيفةٌ
وعلى خيام الخائفين أمانُ