مِن عَلَى شاشَةِ " الإيكو "


أريج سعود – سوريا

مَا الَّذي دَهَاكَ ؟
مَا بَالُهَا اتَّسَعَتْ في مُقْلَتَيْكَ
رُقْعَةُ الشَّرَرْ
وَ ضَاقَتْ عَلَى جِيْدِكَ
يَاقَةُ النَّفَسِ
لَحْظَة… !
هَلْ هذا الابْيضَاضُ الَّذي عَانَقَ خِصْلَةً فِي غُرَّتِك
تُسَمُّوْنَهُ شَيْبَاً… !
أَلِهَذا الحَدِّ أَثارَ احْتِمَالُ تَأْنِيْثي
دَهْشَةَ الانْتِظَارِ ؟
وَ أشْعْلَ انْتِقَاءُ اِسْمٍ نِسَائيٍّ
صَدْمَةَ الخَيْبَات ؟

أُنْظُرْ إِلَيّ
أَتَرَانِي جَيْداً ؟
هُنَا رَأْسِيَ الكَبِيْرُ
وَ جَسَدِي مَا تَبَقَّى
بَعْضُ الأَشِعَّةِ قَدْ لا تَفِي
بِاخْتِرَاقِ الحَقِيْقَةِ اليَقِيْن
لكِنّي أُؤَكِّدُ لَكَ
أَنَا هُنَا بِكُلِّ سَقَامَةِ التَّأْكِيْد
اِنْتَظِرْنِي !
سَأَخْتَالُ يَوْمَاً بِفَسَاتِيْنَ قَصِيْرَةٍ
أَمَامَ بَيْتِكَ
يَنْظُرُ إِلَيَّ أَبْنَاءُ جِنْسِكَ
بِحَدَقَتِكَ وَحْدَك
يَوْمَاً مَا
سَأْنْزَعُ الزَّائِدَ مِنَ أَشْعَارِ القَمَاءَةِ
لِأَنَّهُمْ أسْمَوْنِي بِاسْمِك
أُمَرِّغُ رَمْشَ جَفْنِي " بِمَسْكَرَةٍ " سَخِيْفَةٍ
وَ فِي خِزَانَتِي مَكْسُوْرَةِ المِقَبَضِ
سَأَدُسُّ " قَلَمَ حُمْرَةٍ "
أَسْرِقُهُ مِنْ حَقِيْبَةِ تِلْكَ الحَمْقَاءِ الَّتِي أَحَبَّتْكَ
أَخْبِرْهَا هَذِهِ الدَّائِمَةُ الجُوْعِ
خَنَقَنِي رَحِمُهَا بِلُزُوْجَةِ سَوَائِلِه
أَمَّا " هُرْمُوْنَاتُهَا " المَجْنُوْنَةُ … قِصَّةٌ أُخْرَى
لَا يَفْقَهُهَا حُمْقُك ..

لَا بَوِادِرَ خَيْرٍ بَيْنَنَا يَا شَبِيْهي !
طُبُولُ حَرْبٍ تُقْرَعُ
أَسْمَعُ وَقْعَ غَضَبِكَ إِلَى هُنَا
هَلْ رُؤْيَتِي أَنَا بَدَلاً عَنْهُ
أَوْصَلَتْ صَدْمَتَكَ إِلَى الفَجِيْعَةِ ؟
أَمْ أَنَّهُ لَوْنُكَ فَقَطْ قَدْ تَغَيَّر ؟
سَتَضْرِبُنِي ؟!!
أَمْ سَتَنْتَزِعُ الشَّمْسَ مِنْ سَمَاءِ الجَائِعَةِ المِسْكِيْنَة
اِضْرِبْ ..
حَطِّمْ
اِدْفِنْ رَأْسَكَ المَوْبُوءَ هَذَا
فِي الطِّيْنِ
فِي العَارِ
فِي المَسَافَاتِ..
وَ اِرْحَلْ
أَو مُتْ وَضِيعَاً
وَ اِطْمَئِن… !
لَنْ أَبْقَى هُنَا أَكْثَر
مَوْؤُودٌ اِسْمِي بِكْ !
إِذَاً
سَأُعَطِّرُ جَسَدِي بِرَائِحَةِ أُمِّيَ الجَائِعَةِ حُبَّاً
المُتْخَمَةِ عِزَّاً
نَبِيَّةُ الأَشْهُرِ التَّسْعَةِ وَ مَا يَلِيْهَا
اِطْمَئِنْ…
جَسَدِي الصَّغِيْرُ مِثْلُهَا
إِسْفَنْجَةٌ تَمْتَصُّ قَبْضَاتِ الأَرْضِ
وَ لَا تَمُوْتُ ..
لَا تَمُوْت … !!!

 

تعليق عبر الفيس بوك