"آسيوية إندونيسيا" خير إعداد لمنافسات طوكيو 2020.. والفرق تبدأ المغادرة لجاكرتا

"الحلم الأولمبي".. طموح عالق في أهداب الاتحادات

◄ "الشؤون الرياضية" توفر إمكانيات مادية وبشرية كبيرة لدعم الفرق الأولمبية

◄ اتهامات للاتحادات بالانشغال بتعديل اللوائح والأنظمة لضمان بقاء أعضائها

 

الرؤية - وليد الخفيف

تبحث السلطنة على مدى 34 عاما عن ميدالية أولمبية تعكس حجم الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة -ممثلة في وزارة الشؤون الرياضية- لهذا الملف، والذي سُخِّرت من أجله إمكانيات مادية وبشرية كبيرة تزامنا مع تحول نوعي في التشريعات والنظم؛ الأمر الذي منح الاستقلالية التامة للمؤسسات الرياضية في خطوة سبقت بها السلطنة دول الجوار، غير أن ذلك لم يكف لتحقيق الحلم الأولمبي، ولا يظهر في الأفق أية مؤشرات نجاح مرتقبة في أولمبياد طوكيو المقبلة المقررة في 2020.

واختصرت اللجنة الاولمبية العمانية المسافة عبر تصريحات مسؤوليها في مؤتمر صحفي سابق لم يحضره مسؤولو الاتحادات -سوى أمين سر اتحاد الهوكي- وأكدت خلال المؤتمر أن الاتحادات الرياضية تتحمل مسؤولية النتائج في البطولة مسؤولية كاملة، وأن اللجنة دورها تنسيقي فقط مع نظرائها من اللجان الأولمبية أو مع اللجان المنظمة للبطولات الاسيوية، لتضع بذلك حدًّا لأي مطالبة ترمي لإنتاج بطل أولمبي يخرج من رحمها الذي لا يلد إلا تعديلات تشريعية في نظامها الأساسي ليثبت أركان القائمين على شؤونها دون النظر للهدف الذي أنشئت من أجله، وهو المساهمة مع الاتحادات الرياضية لتحقيق الحلم الأولمبي؛ فالهدف بات ثانويا.

وكان الظهور الأولمبي الأول للسلطنة في العام 1984 عبر أولمبياد لوس أنجلوس، وذلك بعد إشهار اللجنة الأولمبية العمانية بعامين، ومنذ ذلك التاريخ والمشاركات لم ترتق لحد المنافسة الحقيقية على اعتلاء منصات التتويج؛ فهي بمثابة مشاركة من أجل المشاركة .وتعد البطولات الآسيوية أو القارية بوجه عام مؤشرا لما يمكن أن تحققه الدول في الاستحقاق الأولمبي، وباتت رياضيو السلطنة في الألعاب الست التي سيشاركون بها على خط الانطلاق في بطولة أسياد آسيا التي تستضيفها إندونيسيا الشهر الجاري .

نائب رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية، وَعَد بتحقيق ميداليتين آسيوتيين فقط؛ واحدة منهما في أم الألعاب والأخرى في رفع الأثقال؛ الأمر الذي يصعِّب إنجاز المهمة الأولمبية في طوكيو باعتبارها الأصعب؛ إذ يشارك بها أكثر من 250 دولة لا سيما وان الحذف والاضافة تواصل حتى أيام قليلة من بدء المسابقة.

وقد عكس غياب ألعاب بعينها عن المحفل الآسيوي في إندونيسيا عمل الاتحادات المشرفة على شؤونها، فتحليل النتائج ومستوى المشاركات من قبل لجنة التخطيط والمتابعة أظهر مستوى التراجع أو افتقاد بعضها بوصلة الطريق الصحيح من الأصل، فبعضها لم يتقدم حتى يتراجع.

وبات غياب السلة أمرا عاديا، فغيابها عن المشاركة القارية والنتائج الضعيفة لمنتخبات المراحل السنية، يؤكد ان اللعبة ماتت إكلينيكيا، كما عاد المنتخب الأول لكرة اليد للصالات للمربع صفر؛ فالمنتخب في إجازة ممتدة الأجل من بعد العودة من كوريا قبل 6 أشهر، وربما تمتد لسنة كاملة لغياب الاستحقاقات في موسم 2018/2019. ولم تشفع نتائج المنتخب الأولمبي لكرة القدم لنيل شرف المحاولة في أسياد آسيا بعد نتائجه المخيبة التي لم يسلط عليها الإعلام الضوء، فقد كانت آخر نتائج الفريق الأولمبي في بطولة فيتنام الدولية أن تزيل المجموعة.

ولم يشارك أيضا المنتخب الأول للكرة الطائرة وإن كان شفيعهم المشاركة بمنتخب الشاطئية المتوَّج مؤخرا بلقب العرب من أغادير المغربية، كما اكتفى اتحاد السباحة -الذي يعمل ليل نهار- بالمشاركة بسباحين فقط، واقتصرت مشاركة ألعاب القوى على مسابقات السرعة وغابت مسابقات الميدان عن المشهد.

 

مُغادرة الفرق

وتبدأ من اليوم مغادرة منتخبات ووفود بعثة السلطنة إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا؛ حيث يسبق البعثة في 13 أغسطس الجاري الوفدان الإعلامي والإداري، بينما سيغادر منتخب ألعاب القوى في 22 أغسطس والذي يضم 6 لاعبين؛ هم: بركات الحارثي الذي سيشارك في سباقي 100 متر و4×100 متر، وفاتك بيت قيسان الذي سيشارك في سباق 100 متر و4×100 متر، ومحمد السعدي وعمار السيفي اللذان يشاركان في سباق 200 متر و4×100 متر، وراشد العاصمي وعبيد القرني ويشاركان في سباق 4× 100 متر.

ويضم منتخب الهوكي -الذي سيغادر في 16 أغسطس- 18 لاعبًا، بينما ستصل بعثة منتخب التنس الأرضي إلى جاكرتا في اليوم نفسه بمشاركة اللاعبين فاطمة النبهانية ومحمد النبهاني، وكذلك بعثة السباحة بوفد يضم أحمد السعيدي إداريا، وكمال خمري مدربًا، والسبّاحين عيسى العدوي وعبدالرحمن الكليبي.

ومن المقرر أن تصل بعثة منتخب الرماية يوم 17 أغسطس بمشاركة أمينة الطارشية وسهام الحسنية وسليم المالكي ويوسف العبري وسعيد الهاشمي ووضحى البلوشية وعصام البلوشي وحمد الخاطري وحسين الشهومي. أما بعثة منتخب الكرة الطائرة الشاطئية فستغادر يوم 16 أغسطس ويضم المنتخب في صفوفه كلا من: أحمد الحوسني ومازن الهاشمي ونوح الجلبوبي وهيثم الشريقي، إضافة إلى بعثة رفع الأثقال والقوة البدنية التي تغادر في اليوم نفسه، وتضم كلا من: مازن البدري مدربًا، واللاعبين أحمد الحبسي وأسعد البطاشي. وفي اليوم التالي 17 أغسطس، تكتمل بعثة السلطنة المشاركة في الألعاب الأولمبية بوصول بعثة الإبحار الشراعي بوفد يضم أحمد اليحمدي إداريًّا، والمدربين هاشم الراشدي وأحمد الوهيبي، وثلاثة لاعبين هم مصعب الهادي ووليد الكندي وعبدالملك الهنائي.

 

حصيلة عربية ذهيدة

وبشكل عام، فإن الألعاب الأولمبية لم تشهد تسجيل العرب لأية أرقام كبيرة، فلم يحقق العرب سوى 108 ميدليات أولمبية خلال مشاركتهم من عام 1928 وحتى اولمبياد ريودي جانيرو في البرازيل 2016؛ حيث يعكس الرقم مستوى تراجع الحركة الأولمبية، خاصة وأن دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في نسخة واحدة مثل ريودي جانيورو من تحقيق 116 ميدالية. أما رصيدها من الذهب فتجاوز الألف ميدالية.

وتعدُّ دورة أثينا 2004 أبرز مشاركة عربية من حيث عدد الذهبيات بأربع ذهبيات؛ إذ حقق المغربي هشام الكروج ميداليتين ذهبيتين في مسافتي 1500 و5000 متر ليدخل تاريخ الأولمبياد من الباب الواسع، كما أحرز الإماراتي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم ذهبية الحفرة المزدوجة في مسابقة الرماية، كما أنها أول ميدالية ذهبية لدولة من دول الخليج. وشهدت الدورة عودة التألق المصري بإحراز مصر لخمس ميداليات؛ منها: ذهبية للمصارع المصري كرم جابر في وزن 96 كجم في المصارعة الرومانية، وفضية لمحمد علي رضا في الملاكمة في وزن فوق 91، وثلاث برونزيات لكل من أحمد إسماعيل في وزن 81 كجم في الملاكمة، ومحمد السيد في وزن 91 كجم في الملاكمة، وتامر بيومي في وزن 58 كج في التايكواندو. كما أحرزت المغربية حسناء بنحسي فضية في سباق 800 متر، والسوري ناصر الشامي برونزية في الملاكمة وزن 91 كجم.

وفي دورة بكين 2008، تراجع العطاء العربي نسبيا، فاستقر على سبع ميداليات بعد سحب الميدالية الذهبية التي أحرزها البحريني رشيد رمزي في 1500 متر لتعاطيه المنشطات. فتألق في المقابل السباح التونسي أسامة الملولي بإحرازه ذهبية 1500 متر سباحة حرة وهي الوحيدة للعرب مقابل ثلاث فضيات لكل من السوداني إسماعيل احمد إسماعيل في سباق 800م في ألعاب القوى، والمغربي جواد غريب في سباق الماراتون، والجزائري عمار بن يخلف في وزن تحت 90 كجم في الجودو، إضافة لثلاث برونزيات لكل من المصري هشام مصباح في وزن تحت 90 كجم في الجودو، والجزائرية صورايا حداد في وزن 52 كجم في الجودو، والمغربية حسناء بنحسي في سباق 800 م في ألعاب القوى .

ولم تحقِّق الصومال وليبيا واليمن وجزر القمر وفلسطين والسلطنة وموريتانيا أي ميدالية أولمبية، وحقق العراق والسودان وجيبوتي والأردن ميدالية أولمبية واحدة، وحققت الإمارات ميداليتين، وحققت البحرين وسوريا ثلاث ميداليات، ولبنان أربعة ميداليات، وقطر خمس، والسعودية ثلاثة، وتفوقت دول شمال إفريقيا؛ حيث حصدت تونس 13 ميدالية، والجزائر 17، والمغرب 23، أما مصر فحققت 29 ميدالية.

تعليق عبر الفيس بوك