غرور الياسمين


سليمان التمياط - السعودية


متجاوزاً  السحر والجمال في  شكله، ولونه، ورائحته؛ إلى جماله اللغوي.
فحتى في اللغة بلغ الياسمين جمالاً، وسحراً أخاذاً؛ جرِّبْ أن تضيف أي كلمة قبل، أو بعد مفردة الياسمين لتجدها قد تلبَّست جمال الياسمين معها حتى ولو كانت (هذه الكلمة) في الأصل ليست جميلةً في النطق، أو في المعنى.
أي كلمة تخطر في بالك الآن ضعها مع الياسمين؛ إن كانت جميلةً تزداد جمالاً. إن كانت قبيحة تصبح جميلةً كالياسمين. ينالها منه ماينال المحمول عَلى الغيم:
أبيضٌ ليس مثل شيء. يسير في أثره (الحالمين =/=العاشقين)، ويسير في أثرهم.
صديق الشرفات، والبيوت القديمة؛ فهو عتيقٌ مثلها.
يزرع بك الانتباه للتفاصيل الدقيقة المهملة كيف لا وهو يسري في الحارات والممرات الضيقة التي لاتتسع إلا لحبيبين ليصبح ثالثهما بدلاً من الشيطان.
ينام ويتشذى مبكراً، ويصحو ويتشذى مبكراً تماماً مثل من فقد لحظاته السريالية في مرحلة مبكرة من عمرة..
يستعين به الشعراء لتنام قصائدهم، وهم سارحون يحدقون بالسقف ويحدق بهم.

 

تعليق عبر الفيس بوك