المرهون: "أسد البحار" نموذج للدور العماني في الارتقاء بالحضارة الإنسانية

ندوة الملاح العماني أحمد بن ماجد تحتفي بإنجازاته البحرية والعلمية

...
...
...
...
...

 

مرباط - الرؤية

 

أقامت المديرية العامة للتراث والثقافة، صباح أمس الثلاثاء، بقاعة مكتب والي مرباط، ندوة عن الملاح العماني شهاب الدين أحمد بن ماجد؛ وذلك تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية، بحضور عدد من أصحاب السعادة والمكرمين ومسؤولي الخدمات الحكومية والخاصة، وجمع من الحضور.

وقال معالي الشيخ وزير الخدمة المدنية: إنَّ خلف هذا التاريخ العريض لعُمان ومجدها عبر العصور رجال وهبوا أنفسهم وكل غالٍ ونفيس، وقدموا التضحيات التي استحقت أن تسجل أسماءهم في كتب التاريخ بماء الذهب، وخلف هذا الدور البحري لعُمان عبر حقب التاريخ في عرض البحار رجالٌ صدقوا بحثهم الدؤوب وسعيهم بالعلم والمعرفة، وشمروا عن سواعد الجد، فكان نتاج ذلك إمبراطورية يُفاخر بها أبناؤها جيلاً بعد جيل.

وأضاف معاليه: إنَّ شهاب الدين أحمد بن ماجد الذي نحتفي به اليوم واحد من أولئك الرجال، بل رمز من رموزهم الذين سادوا البحار؛ لذلك كانت البحار منذ البداية مصدر إلهام وفخر واعتزاز؛ ففي شواطئها خط العُمانيين خطوطهم وفي خطوط ملاحتها صاغ العُمانيون أعظم الملاحم وأجمل الملامح. وأشار معالي الشيخ الى أن أسد البحار هو نموذج للدور الإيجابي للبحار العُماني الذي قدم للحضارة علماً غزيراً في مجال البحار نفع به أمته والعالم أجمع، وكان هذا الدور منطلقاً للإسهامات العُمانية في نشر الإسلام بالأخلاق والقدوة الحسنة؛ فقد كان البحارة العُمانيين نموذجا للإنسان المُسلم الصادق المتسامح، كما قدمت الأساطيل البحرية الحربية نموذجاً أيضاً لكفاءة البحارة والحرص على أمن واستقرار المنطقة.

وأردف معاليه أن دور عُمان البحري الرائد إنما قام على أكتاف رجال مثل شهاب الدين الذي طور الأدوات اللازمة لعلوم البحار، فاعتمد على البوصلة والمغناطيس، كما اعتمد على النجوم والفلك، فكان لهذا المزيج العجيب دور في ريادة العُمانيين للبحار. مشيرا إلى أن الملاح العُماني العربي الأشهر الذي نحتفي به اليوم هو واحد من الأعلام العرب الذين عُرفوا بغزارة العلم والتأليف المبني على التجربة والبحث والإبحار في آن واحد، وما هذه الندوة اليوم إلا دعوة صادقة للباحثين والمتخصصين لاقتفاء أثر هذا الفُلك الأشم والاهتداء بخرائطه لسير التاريخ عن أمجاد عُمان ومكانتها بين الأمم. وهي دعوة أيضاً لأبنائنا للاهتمام بموروثهم الحضاري والاقتداء بما قدمه الأجداد، وأخذ ما يقدمه البحر لهم تمجيداً لشخصية أسد البحار أحمد بن ماجد وغيره من الآباء الذين سطروا هذا التاريخ.. ووجه معالي الشيخ شُكره وتقديره للقائمين على الندوة، منوهاً بأن الندوة تأتي تأكيداً على الحرص السامي من لدن مولانا صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- للحفاظ على المكتسبات التاريخية وتمجيد رجالها كما يجب.

وألقى أحمد بن سالم الحجري مدير عام المديرية العامة للتراث والثقافة لمحافظة ظفار، كلمة؛ قال فيها: يعد أحمد بن ماجد السعدي من أبرز الملاحين العرب، إن لم يكن أعظمهم في القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، بالنظر لما تركه من تراث علمي وفكري وأدبي، وقد جمع ابن ماجد بين التجربة العلمية كملاح خبر البحار والأسفار والمعرفة النظرية من خلال تسجيل مشاهداته وتوثيق المعارف المختلفة المتعلقة بعلم البحار؛ الأمر الذي جعلها مراجع مهمة للباحثين والدارسين والمهتمين من المستشرقين والعرب على حد سواء، موضحا أنه قدم العديد من الأعمال التي تناولت حياة الملاح أحمد بن ماجد وشخصيته وما تركه من ذخيرة علمية وأدبية من خلال ندوات سابقة وكتب وأبحاث، غير أنه لا تزال بحجم عطائه وشهرته، فإن الأجيال الحاضرة بحاجة للمزيد من المعرفة حول هذه الشخصية وتأتي هذه الندوة تجسيداً لهذا التوجه وتقديرا للدور العلمي والفكري الذي قدمه هذا العلم خدمة للفكر الإنساني، كما تعد الندوة فرصة لتسليط الضوء على بعض الجوانب المهمة من حياة أحمد بن ماجد وأعماله ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لموسم خريف صلالة 2018م.

وأشار إلى أن الندوة تهدف من خلال الأوراق المقدمة للتذكير بأحد نماذج الشخصيات العمانية الملهمة التي تركت بصمتها في مجال لطالما خاض العُمانيون لجاج بحره، والتعريف بحلقة مهمة من حلقات تاريخ عمان البحري من خلال الملاح أحمد بن ماجد، إضافة إلى الاحتفاء بالمنجز العلمي له.

بعد ذلك، انقسم برنامج الندوة إلى جلستين: ترأس الأولى الدكتور محمد بن مسلم دبلان المهري؛ حيث قدم الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من جامعة السلطان قابوس، ورقة بعنوان "ابن ماجد الإنسان والملاح العالم"، وقدم الدكتور محمد بن ناصر باحجام باحث أكاديمي من الجزائر ورقة بعنوان "أحمد بن ماجد في الدراسات الاستشراقية"، وقدم سعيد بن خالد العمري باحث تاريخي ورقة بعنوان "الجغرافيا المكانية في مؤلفات أحمد بن ماجد الملاحية.. موانئ ظفار ومعالمها نموذجا".

وترأس الجلسة الثانية سعود بن محمد عيد الخالدي؛ حيث قدم حسين المشهور باعمر باحث تاريخي، ورقة بعنوان "القيمة العلمية لمؤلفات احمد بن ماجد"، وقدم حمود بن حمد الغيلاني باحث تاريخي، ورقته بعنوان "قراءة في أرجوزة حاوية الاختصار في أصول البحار"، وقدم خالد بن محمد الرحبي باحث تاريخي، ورقة بعنوان "دور المؤسسات الرسمية في التعريف بأحمد بن ماجد وتراثه العلمي".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة