هلال الشيادي – سلطنة عُمان

يا من عبقتم في المصيف ربيعا
وأضأتمُ سمر المقيظ سطوعا
//
وغرستمُ الأخلاق (رَوْلاً)1 وارفا
والود (قرطاً)2 في النهى مزروعا
//
فكأنما العرفان نخلٌ باسقٌ
وإليه أنتم تحملون (الصُوعا)3
//
ما بين أفلاج الكتاب وظله
تنمون زهرا في الهدى مزروعا
//
تُسقون عذب الآي منهل حكمة
فامتد حقلكم الوريف مريعا
//
فالمركز العلمي روض معارف
أزهاره ابيضت تقى ونصوعا
//
فإذا (الصبيخي)4 جنة ميمونة
يسري "خميس" بأرضها ينبوعا
//
يسقي عقول النشء فيض علومه
كي يعلم الممنوع والمشروعا
//
يمتد في نور إلى ألبابهم
حتى تضيء على الحياة شموعا
//
كالبئر في عمق الثرى متجذر
ما كان يوما فيضه مقطوعا
//
أجرى على هذى الربى غدرانه
واشتق في كل العلوم فروعا
//
من حوله نبتت براعم فتية
فاشتد نبتهم جنى وجذوعا
//
سهروا على شطء السطور كأنهم
دوح تعالت للسماء خضوعا
//
لم يرتضوا إلا المثاني منهجا
كي يعبروا درب الحياة طلوعا
//
لما بهم مر الكتاب فهم له
فتحوا النهى وأسكنوه ضلوعا
//
عشقوا القراءة فهي خير معانَق
كلٌ تعلق بالكتاب ولوعا
//
بالعلم كانت تحتفي أوقاتهم
ولفكرهم يصغي الزمان سميعا
//
كتجليات في الفضاء تراهمُ
وكفكرة بين المعارف توعى
//
سعدت بهم أيامهم فتسارعت
فرحاً؛ لذا عبر الزمان سريعا
//
يمضي بهم أستاذهم نحو العلا
فرقوا إلى أفق الفلاح جميعا
//
فإذا بهم بلجٌ، مشاعلُ تزدهي
حتى يضيئوا أنجدا وربوعا
//
لله ساروا ينهجون ضياءه
وقفوا أمام سنا الكتاب خشوعا
//
وهناك حيث محمد وصحابه
تخذوا مناهجه هدى وشفيعا
//
سر يا خدين العلم إنك رحمة
والخير يمضي في خطاك مطيعا
//
فالعلم نجم يعتلي بك للعلى
وينور اسمك في المُلا مرفوعا
//
أما الجهالة فهي ماء آسن
وبطينها يبقى الجهول وضيعا
//
يبقى منير العلم في آفاقنا
قبسا أمام قلوبنا متبوعا
//
سيروا بنور الحرف تشرق أرضنا
بسطوركم يغدُ الزمان بديعا
//
شكرًا بملء سماء علمك شيخنا
أحسنت في كل الشباب صنيعا
//
بوركت يا شيخ الأصول سقيتهم
فقها فكانوا للربوع ربيعا
//
ليبارك الله الشباب بذكره
من جاور القرآن عاش رفيعا
..................................
1 نوع من أنواع الشجر معروف في عمان يتميز بحجمه الكبير
2 نوع من أشجار الظل في الباطنة تشتهر به ولاية السويق
3 الحبل الذي يستخدم لركوب النخيل
4 الحلة التي يقام فيها المركز