أنتِ مجموعة نساء جميلات


فاتن باكير - سوريا


لا أعرف ما الذي عليّ فعله كي أتجنب هراء الصباحات الموغلة في الوحدة.... لأنني كلما استيقظت أشعر بالحنين إلى شيء محبب خسرته يوماً ما!!
يقولون: إن للصباح قدرة لا متناهية على التذكر.. وهذا مايحصل لي... ما أن أفتح عينيّ حتى تتكاثف حياة بأكملها عشتها قبلاً... وكأن ذلك مقدراً سلفاً... وليس أصعب من تفتح عينيك وتشمَّ روائح الذين غابوا وقد علقت عليك.
أنتَ تعرف أني أحبك بقدر ما أريده من الحياة، ولسبب ما فقدت قدرتي على الإمساك بك... وأنا لستُ حزينة  لكني أرتعب من فكرة الالتصاق بوهم وهو موجود.. كما هي الحال تماماً حين أحادث أمي على الهاتف أسمعها وهي تبكي ولا أستطيع الإمساك بطرف ثوبها... كما هي الحال أيضاً حين أعانق ابني وأعرف أنه بعد سنوات حين ينجو من الحرب سيرسل لي بطاقات بريدية مكتوب عليها (أحبك ماما) وسأبكي لأنني غير قادرة على فعل شيء سواه.
بدأت أعتاد على فكرة أنني الناجية الوحيدة من مطب التكيف... فحتى قطتي لم تستطع الصمود في وجه حزنها حين بترت ساقها في حادث سير ووجدتها ميتة على بعدُ أمتار من بابي... وربما فكرت في آخر لحظة وهي تنظر إلى ظلي أنها عاشت بما يكفي وليست نادمة.
في كل مرة كنت أنجح في تصوِّر ما يجب أن أفعله في نهاري... سأعتاد على كرهي لعملي... وسأبتسم في وجه صديقة لا أحبها.... وبدلا من أن أقول لمديري (أنا أكرهك)! سأقول له (يجب ألا نتشاجر هذا الصباح ولنحتسي القهوة معاّ وسأعدها بنفسي)... وسأبقى معلَّقة في فكرة مملّة أنني أكره نفسي لأنني أكذب على الجميع وأقنعهم أني سعيدة.
أنت تبحث عن نفسك في سطوري أليس كذلك؟
وماذا لو قلتُ لك أنني أكرهك أيضاً...
لا أكرهك للأمانة... ولكني أكره كونك لي وأنتَ لست لي
يا إلهي... لا أعرف كيف أكره حقيقة... حتى الذين آذوني فيما مضى أبتسم لهم اليوم...
أنا امرأة مسكونة بألف امرأة معاً.. ولهذا السبب أجد نفسي جميلة... لأنني أغضب وأحزن وأبكي وأضحك في وقت واحد ... ولا أعرف كيف أخرج منهن جميعاّ وكل واحدة تشدُّني إليها... لذلك أسمع عبارة (أنتِ مجموعة نساء جميلات) كثيراً ... ولا أدري إن كان هذا التشبيه يعجبني لأنني كلهن جميعاً..
البارحة بعثت لك أغنية.. هل سمعتها؟
إنها تومض مثل فكرة جنونية، ولا أدري كيف لم أرسلها لك قبلاً... ربما لأنك عاجز عن تقبلي كامرأة حية وهذا مخيف للغاية...
أحياناً مجرد أغنية قد توقظ فينا حيوات....
ربما كلمة أيضاً تقال بالصدفة فتمزِّق فينا ما نحاول أن نخفيه....
أنا أكثر من الكتابة أكثر مما يجب.. ربما لأنها مأواي الأخير للانشطار إلى أجزاء...
أحياناً أتساءل لو أنني لم أكتشف الكتابة كيف كان بإمكاني أن أكتب لك؟! ... يا إلهي سيكون ذلك مذلاً للغاية...  كنتُ سأتحوَّل إلى رسامة ربَّما ... سأجد طريقة على أي حال كي أكلمك.
أف ......
تعبت من التفكير بصوت عالٍ....
سأصنع قهوة وأ�

 

تعليق عبر الفيس بوك