شكوى المتعبين


د.ريم سليمان الخش – باريس

تُعذبني شكوى الجياع وأقهرُ
ومهما بذلتُ الحبَ عنها أقصّرُ
//
تمنيت لو أني غيومٌ هطولةٌ
لتروي قلوب الناس بالخير تُمطرُ
//
أقسّم قلبي في قلوبٍ كثيرة
وأؤثرُ أن يبقى فداءً ويُنحرُ
//
ولكنّ من طبع الليالي جفاؤها
فلا القمحُ مخزونٌ ولا السهلُ أخضرُ
//
وددتُ بأن تُحيي القلوبَ سنابلٌ
وأقسمها بين الطيورِ وأنثرُ
//
وددت جبالا من غلالٍ وفيرة
وأعطي جميع الخلق منها وأكثرُ
//
وددتُ كنوزا مثل قارون بلسما
لكل ضمور البطن جوعا يُكدرُ
//
وقد كنت في قومي عزيزا مكرما
أداوي قلوب المتعبين وأجبرُ
//
فمستنيَ السبع العجاف بقحطها
ورغم رياح الموت مازلتُ أُثمرُ
//
تُطالبني بعض الفراخِ بفزعةٍ
وإنّ جناحي متعبٌ ومكسّرُ
//
قدمتُ لنحر المترفين لعلني
أقدم لحما للجياع وأعذرُ !!
//
أطلّت على الأوجاع من دون رأفة
نفوسٌ على التيه البغيض تكوّرُ
//
يُلاقي شقاءُ الناس منها تبلدا
وتزداد في عيش الثراء وتنكرُ !!
//
ويزداد دمع المعسرين وحزنهم
ويزداد في بعض التيوس التجبرُ
//
ولو طُبقَ الإسلام حقا رأيتنا
نُغاثُ بمزن الراحمين ونزهرُ
//
إلينا أبا الزهراء غيثا ورحمة
لقد آنس الأرواح حزنٌ مقعرُ

 

تعليق عبر الفيس بوك