كـ"رفة عين"


عبد الله الجيزاني

كرفة عين
مضى
العمر الجميل
كنا فيه
وكفى....
كل ما فينا
سيذوي
ولم تبقَ
سوى الذكريات
ونحن نختار الكلام المنمق
لنداري حيرتنا
والأصح ورطتنا
الأبواب العديدة المغلقة
كأنها أبواب سجن مظلم
تحرسه عجائز الأحلام
ثمة باب مواربة
أزلية
تدعونا
اجتيازها باقتدار
إنها باب القلب
العجائز اللواتي يأتين إليكِ
في المنام
لم يقصصن جدائلكِ
بل أنتِ نذرتي قَص جدائلكِ
إلى آلهة الحب
برفة عين
ضاع العمرالجميل
كنا هناك
حيث ينام الياسمين
وتغفو البسمة على شفاه فاتنة
وهناك الصباحات العامرة بالفرح
والعطاء
كنا هناك
حيث مساكن الروح
تغمرنا عذوبة الطين
وتواجهنا أقواس الزهور الفواحة
باركتنا
سماحة الأرض الندية
بَارَكْت فتوتنا
ارتوينا من نبعها الصافي
كل ما فيها جميل
هي الفيحاء
تعطرت وجوهنا بترابها
وماءها
وهي زمن التكوين
كل ما فينا يعود إلى ملاعبها، حدائقها،
شوارعها، مقاهيها، حاناتها،
نواديها، مدارسها،
وهي فينا تحاصرنا ....
أحياناً تدمينا
لكننا أحببناها
حتى قيودها، وأغلالها
ألفناها
وهي أحبت مشاكساتنا الصغيرة
أيضاً
كرفة عين
مضى
ويمضي العمر
الذي كنا فيه
ويبقى الأمل كبير
لنهارات مكتنزة السعادة
لماذا أنتِ متعجلة
الأمر؟
لم يبقَ من الأيام
إلا أقل من القليل
اقبضي على القليل من الأيام
بكلتا يديكِ
احرصي كثيراً
لأننا
سنذوي
كل ما فينا سيذوي
ولم تبقَ سوى
ذكرياتنا
وكان وعداً
أن ( تبقى أبدياً ..... أنتَ حبيبي )
وكان وعداً
وكان وعداً

 

تعليق عبر الفيس بوك