حينما يُطبِّبُنا الحُبُّ ... ويُشفِينَـا اللِّقاء


اعتدال ذكرالله – المملكة العربية السعودية


كان الطبيبُ المُعالجُ كثيرا ما يردِّدُ أنَّ ـــ الاسترخاء والرَّاحة ــــ الدَّواءَ الأنجعَ لحالاتِ الأمراضِ العصبيَّةِ والنَّفسِيَّـةِ ؛ وأوضاع التَّشنُّجَـاتِ الانفعاليَّةِ التَّالِفةِ للأعصابِ ؛ وشَدِّ العضَلاتِ . وما كانت لِتلفتِ الانتباهَ تلكَ الإشاراتُ ! ومع جلسات علاج الكهربا والليزر وأقراص المُكمِّلات الغذائيَّة ؛ومُضادَّات الالتهاباتِ ؛ وحقن الفيتامينات غير المُجدية شفاءً !
وسُبحانَ الذي أودَع المرضَ في البدن .. أوجد فيه ما يعافيه ومن دون توقع مرتقب غير أنه أوحى العلاج ومن دون سابق انذار ..
 ولأنه هو الخالق .. هو الموجد .... هو الواهب ... هو الصَّانع ... هو الحبيب ... هو الحبُّ!!
نعم ... هو الحُبُّ يا سَادة !!
هو الشُّعُور .. هو الحِسُّ ... هو الحنين ... هو الاشتياق ... هي الطُّمأنينة ... هي الاستكانة  هو العلاج .. هو الدَّواء .. هو الشِّفاء !!
مع ضُغُوطاتِ الحياة , وتشعُّب مهامنا فيها , وتشتُّت ذواتنا هنا هناك من الطَّبيعي أن نتعرضَ لنوباتِ التَّعبِ النَّفسِي من قلقٍ , وتوترٍ , وضجيج النَّفسِ المثُقلة بالشَّتات !!
ومن البديهي تأثر البدن , وأعضاء الجسد , وتقاسيم الجسم البيولوجية بأوضاع النفس , وحالاتها الانفعالية . وان تلك المشاعر المتباينة الأطياف يحوِّلها المخُّ إلى هرمُونات تفرزها غُدده وتكون كفيلةً بحالاتِ الآدمِّي الحسِّيَّة من استقرارٍ أو اضطرابٍ ومن مرضٍ أو صحَّة !
فالغُدَّةُ التي تفرز هرمون الاكتئاب هي نفسها وبناءً على الحالة الشُّعُورِيَّـة تفرز هرمون السَّعادة فتتحوَّلُ الحالةُ من حالةٍ مرضِيَّـةٍ إلى صحةٍ واستقرار !
وهذا المُلاحَظ مع حالاتِ القلق ؛ والاضطرابات النَّـفسِيَّـة ؛ والأعراض العصبِيَّـة والتي تم علاجها والتَّشافِي منها عن طريق  ـ الحُبِّ وتبادل الاحساس ـ  .
فلطالما شفى الحُبُّ الصَّادِقُ الشَّفَّافُ حالاتِ القلقِينَ المُتعَبِينَ المُرهَقِينَ الواجِفِينَ الواهِنِينَ التَّائِهينَ في عُبابِ العُمرِ وما بين عاتِياتِ الزَّمنِ واصطِكاكِ الأمُوُر !
ولطالما أنقذت كلمةُ لُطفٍ واحِدةٍ من حَبيبٍ مُصطفى وَجَعَ قلبٍ أودتهُ الجِراحُ السُّمرُ وأعيتهُ السُّنُون الحَالِكَات !
عَجِيبةٌ هيَ المَشاعرُ وحدها .. كم أمرضَت وكم شَفَت ! وكم أسرَّت وكم أتعست !
إنَّها الدَّاءُ والدَّواءُ معاً . وأنَّهَا فَـلسَفَةُ التَّكوينِ الأكبرُ ؛ وحَقيقَةُ الآدَمِيينَ حينَ يتعايَشُونَ سِلماً ويتنافَرُونَ تَباغُضَاً .. وما بينَ السِّلمِ والتَّبَاغُضِ مسَافَةُ قَبضَةِ حالِمٍ ؛ وفلتَةِ غاضِب !
وفي كلا الشُّعُورَينِ من سِلمٍ وغَضَبٍ يخضَعُ الفردُ تحت وطأةِ الحالةِ الإنفِعَالِيَّةِ الحِسِّيَّةِ بانعِكَاسَاتٍ بيولوجيَّة سعيدةً تَعيسة ! وتشخيصَاتٍ صِحِّيَةٍ من سَلامةِ رُوحٍ ؛ واعتِلالِ قلبٍ وإعيَاءِ نَفْسٍ إلى ابتِهَاجِ فُؤادٍ وانتِعَاشِ نَفَسٍ وزَغرَدَةِ وُجُود !
و يا ليتَ لو أنَّنَا نَعي ذلكَ ونُدركهُ حَدَّ أنَّنَا نَنتَفِعُ منِ الحِسِّ الجَميلِ بإسقاطَاتِه الضَوئِيَّةِ على الدَّاخل فنحياهُ حياةً جميلةً سليمةً ونتلاشَى السَّودَاوِيَّ منهُ لنتجنَّبَ الإعياءَ نَفساً وبَدَنا

 

تعليق عبر الفيس بوك