صلالة.. أرض الأصالة

 

 

الحارث الصولي

تستقبلُ محافظة ظفار الزوَّار من السلطنة ودول الخليج العربي وبقية دول العالم خلال موسم الخريف، الذي يعد موسما استثنائيا، تتميز به المحافظة بطقس معتدل يميل للبرودة؛ حيث يتساقط الرذاذ، وينتشر الضباب والسحب، مع انخفاض في درجات الحرارة بجميع القرى والولايات في المحافظة.

ويترتَّب على هذا الانقلاب الصيفي المعروف باسم الخريف تمدد البساط الأخضر؛ حيث إنَّ الأسر العمانية والخليجية تفضِّل قضاء إجازاتهم وعطلهم الصيفية في صلالة خلال فصل الخريف؛ لما يتميز من أجواء جميلة ورائعة، تدفع الكثيرين للتوافد إليها، للاستمتاع والاستجمام والتعرف على الثقافة والفنون والتراث في هذه المحافظة العريقة.

وينتشر في ظفار العديد من المزارات والأماكن السياحة والثقافية والتاريخية والترفيهية، مما يجعلها واحة للتعرف على الأماكن التي تشتهر بها ومعرفة تاريخها العريق، وكذلك العادات والتقاليد في محافظة ظفار، فضلا عن تواجد السائح مع إخوانه وأشقائه العمانيين؛ حيث يجد منهم حسن الخلق والضيافة والطيب والجود والكرم إلى هنا وهناك يزداد الخريف ليكون أكثر بديعا وروعه وجمالا من حيث تساقط الأمطار مما يزيد على وفره المياه وانتشار البساط الأخضر على السهول والجبال هذا ما دعا زيادة المقومات السياحية وإلى تنوع وكثرة البيئات الموجودة في محافظة ظفار؛ حيث إن البيئة الطبيعية مثلا كالكهوف المنتشرة في حدودها وسلسلة الجبال وتنوع الرمال وكثرة العيون المائية والشواطئ الجميلة التي تزخر بها.

وتشتهرُ محافظة ظفار بشجرة اللبان والتي تمثل رمزا وشعارا للمحافظة، علاوة على ما يمثله اللبان من عنصر تجاري مهم في المحافظة، ويوفر مصدر دخل لكثير من المواطنين هناك. ولقد توارث المواطن في ظفار مهنة جمع اللبان عن آبائه وأجداده، حيث كانوا يصدرون قديما هذا المنتج الفريد من نوعه، عبر ميناء سمهرم في الأزمنة الماضية.

كما تشتهر محافظة ظفار بسهل صلالة الزراعي الذي تنمو فيه المحاصيل والمنتجات الاستوائية؛ مثل الموز وجوز الهند (النارجيل) وقصب السكر.

ويوجد في ربوع المحافظة الكثير من الحصون والمتاحف؛ منها: متحف أرض اللبان، علاوة على الشواهد والمواقع الأثرية مثل موقع البليد الأثري، وهناك العيون المائية مثل عين أثوم وصحلنوت وحمران...وغيرها، إضافة إلى السهول المرتفعة؛ مثل: سهل أتين وحمرير والكهوف، وهناك أيضا الشلالات والشواطئ؛ منها: شاطئ المغسيل وما به من نوافير طبيعية ساحرة.

وتتميز ظفار أيضا بالأسواق التقليدية؛ منها: سوق الحافة ومحلات بيع اللبان والحلوى والمنتجات الزراعية المحلية التي تشتهر بها المحافظة.

وما يتحقق في محافظة ظفار يعكس الأدوار العديدة لكل الجهات المعنية؛ فالحكومة الرشيدة تعمل جاهدة على توفير البنيه الأساسية وكافة الاحتياجات للمواطنين، من حيث المساكن وشبكات والاتصالات الطرق...وغيرها الكثير من الخدمات. وأود أن أشير هنا إلى دور وزارة السياحة في الترويج للمناظر الطبيعية الخلابة في المحافظة، وجهودها في إطلاق حملة ترويجية لظفار بمشاركة نخبة من المصورين العمانيين لجذب السياح تحت اسم "#خريف_ظفار_بعدسات_عمانية". كما كان لوزارة الإعلام دور في الترويج الإعلامي لموسم الخريف السياحي، وأيضا الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، فضلا عن القنوات والمحطات الإذاعية الخاصة.

وأخيرا.. نُشير إلى دور وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه في المحافظة على الأماكن والمرافق عبر إزالة المشوهات بالمحافظة، بجانب جهود المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في تنفيذ مشروع حصر الزوار الذي يساعد على بناء قاعدة معلومات مهمة تخدم مسيرة التنمية والتخطيط خلال السنوات المقبلة.

@a_ask9

تعليق عبر الفيس بوك