الفنــــــادق


رلى براق – الموصل – العراق

منعدمةُ الضجيجِ
الغرفُ في تلك الفنادقِ الفارهةِ
نوافذُها لا تطلُّ على شيءٍ نعرفُهُ
أو حديقةٍ صغيرةٍ
أو شارعٍ منسيٍّ في نهايةِ الحيِّ
جدرانُها فارغةٌ
لا شروخَ تسيلُ إليها
أو صوراً قديمةً
أو ساعةً تؤخرُ الوقتَ ثلاث دقائقَ
أو ندبةً نسيها مسمارٌ عابرٌ
سقوفُها تسعُ كلَّ ما تريدُ حذفَه من ذاكرتِك
الأهلُ
أو الأصدقاءُ
أو المراتِ التي تعلمتَ فيها أنك وحيدٌ
أو أنك مخذولٌ
سرائرُها لا تمتلكُ جسداً
أو عطراً داكناً
أو حلماً بارداً
أو شراشفَ رطبةً
كراسيها ثابتةٌ
لن ترتبكَ لو انفعلتَ ورميتَ نفسكَ فوقها
أدراجُها لا تكتمُ أسراراً
أو علبةَ سجائرَ فارغةً
أو منديلاً ورقياً مجعداً
أو أغراضاً صغيرةً جداً لا تعني شيئا
مراياها كثيرةٌ وواسعةٌ
لكنكَ،
لن تفكرَ في كسرِها
أو تغطيتِها
أو تجاهلِها!
تذهبُ إليها وحدَكَ
فتتفاجأُ
بضياعِك...

 

تعليق عبر الفيس بوك