اتحاد الوطن العربى الدولى.. الفلسفة والأهداف


أ.د/ خالد محمود اللطيف
رئيس إتحاد الوطن العربى الدولى


لكل تجمّع دولي أو إقليمي أهداف وفلسفة وجود ومنهاج عمل، وآليات متبعة في تنفيذ سياساته التي قام من أجلها ومن هذا المنطلق والقواعد الأدبية تأتي نشأة وتأسيس (اتحاد الوطن العربى الدولي) من منظور فلسفي من أهم أولوياته التركيز على نشر ثقافة الوحدة العربية في الأوساط الشعبية, والعمل على استثمار كل الإمكانيات في سبيل نشر هذه الثقافة وجعلها جزءا من التفكير الشعبي للمواطنين العرب، ولاسيما الشباب منهم, والعمل على تقوية مجالات التكامل بين الدول العربية في كل المجالات، وجعل الاتحاد مكاناً وآلية للتواصل ونقل الثقافات والأفكار, وبناء اتحاد وطن عربي دولي قوي قادر على التأثير, وقادر على التعبير عن حقوقه وإبداء رأيه بكافة المجالات، من غير تجريح أو خروج عن دائرة الثقافة العربية السوية, وإاترام الاختلاف, والابتعاد عن الطائفية والمذهبية والعرقية, والتفاعل مع الأحداث الجديدة, والخروج بآراء تعبر عن رأي إتحاد الوطن العربى, والقيام بواجبنا تجاه قضايا الأمة االعربية, ومنها القضية الفلسطينية, والحفاظ على استقرار وحرية البلاد العربية وحقها في العيش بكرامة من دون تدخل أجنبي.
إن من فلسفة اتحاد الوطن العربى الدولى في حقيقتها آلية ديناميكية لمواجهة دعاوى الفرقة وفضحها سواء أكانت داخلية أو خارجية والاهتمام بالطفولة والشباب والمرأة والتعليم, والعمل على نشر ثقافة الديمقراطية وتقبل الآخر،  ونشر حرية التعبير المسؤولة, واحترام حقوق الإنسان في أوساط الوطن العربي, والعمل على تحقيقها وصولاً لدولة الوحدة الديمقراطية, وتشكيل قوة بناءة تدعم كل ما هو إيجابي وخلاق في السياسات العربية وتعارض كل ما هو خاطئ, ورعاية الجاليات العربية في الخارج, والعمل على توحيد صوفها, واحترام شركاء الوطن من القوميات الآخرى, والدفاع عن حقوها الثقافية المشروعة.
وإن من أهداف الاتحاد العمل على توطيد العلاقات بين الأقطار العربية وتقويتها والحرص على متابعة تنفيذ كل مايصدر من قرارات بالقمم العربية، أو الاجتماعات ذات الصلة التى تعقد على مستوى القمم بين القدة العرب سواء تحت مظلة الجامعة العربية أو المؤسسات الإقليمية الرسمية كمجلس التعاون الخليجي أو منظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها – العمل على محاربة الإرهاب والنزاعات العنصرية ذات الطابع الديني أو الطائفي أو العرقي أو العشائري،  وإرساء مبادىء المساواة وتقوية أواصر العيش المشترك والحوار ومناهضة التمييز بكافة أشكاله.
وكذلك يسعى الاتحاد لتحقيق أهدافه بالوسائل السليمة والقانونية والدستورية وعلى نحو علني يعمل على تحقيق مشروع نهضوي على صعيد الأمة العربية، والعمل على ترسيخ دور المرأة فى الحقوق السياسية والمدنية. وكذلك العمل على تحقيق وحدة الموقف والجهد العربي فى دعم ومساندة قضايا الأمة العربية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
كما إن من أهداف الاتحاد العمل على ترسيخ مفاهيم العدالة الإجتماعية والقيم الأخلاقية والعمل على نشرها فى أوساط المجتمعات العربية. والدفع باتجاه تنمية المجتمعات المحلية والريفية فى مجال الديمقراطية والشورى والحقوق والحريات بالتنسيق مع كافة المؤسسات الإعلامية والاستفادة من وسائل التواصل الإجتماعى، وإعادة تفعيل دور المرأة فى المجالات الاجتماعية والحقوقية والثقافية ودعم حقها فى العمل والتعليم.
كذلك يعمل الاتحاد على دعم التواصل بين الشباب العربي لتبادل الخبرات فى كافة المجالات. ودعم حق الأفراد وحريتهم فى تأسيس الجمعيات والمؤسسات والانخراط فى المنظمات النقابية والاتحادات تحت المظلة الحكومية لكل دولة.
إن ترتيب البيت العربي يجعل الأمة أقوى في مواجهة الأخر وبالتالي يمكنها من التخلص من التبعية الخارجية والاستخذاء أمام القوى الكبرى وفرض احترام العرب على الجميع.
ففي الجانب الاقتصادي يجب استثمار الطاقات الاقتصادية إلى أقصاها وتوفير فرص العمل والتأهيل العلمي والعمل على توفير العيش الكريم للإنسان والرفاهية الإقتصادية والحياة الكريمة وبناء اقتصاد متوازن تشترك في الدولة مع القطاع الخاص ورعاية المواطنين اقتصاديا من خلال قانوني يكفل الحد الأدنى المقبول من الدخل واقراض الشباب والاهتمام بالمشاريع الصغيرة بل أن يمنح الشباب قروض ومنح إلى أن تتاح لهم توفير فرصة عمل كريمة لهم . أما على الصعيد القومي فيجب بناء أفضل علاقات التكامل والوحدة الاقتصادية وتجميع طاقات الأمة كلها في سبيل بناء قوة اقتصادية عربية مؤثرة في العالم وصولا إلى الاندماج اقتصادي عربي على النحو الذي سعت إليه أوروبا مثلا .
أما في الجانب التربوي فينبغي الاهتمام بالجانب التربوي من خلال الآتي:
الاهتمام بالبني التحتية من مدارس وجامعات ومعاهد ومختبرات وأجهزة علمية متطورة وإعداد المدرسين والمعلمين واساتذة الجامعة على نحو يجعلهم أكثر كفاءةً عطاءَ والإفادة من البعثات الخارجية لزيادة التجربة العملية في الميدان التربوي والاهتمام بالمناهج الدراسية وإعدادها على نحو علمي بحيث تقدم للطالب أخر ما توصل إليه العلم من جهة وتعزز فيه القيم التربوية والأخلاقية وقيم الوحدة العربية والإسلامية من جهة أخرى كذلك الاهتمام بالتلاميذ أنفسهم وإعداد البرامج لمساعدتهم وتشجيعهم وتأهيلهم من اجل بناء جيل عربي يحترم العلم ويسعى له ويبدع فيه
وفي إطار الجانب الفكري فإن من أهداف واستراتيجيات اتحاد الوطن العربي الدوليّ إشاعة الحرية الفكرية وعدم وضع القيود على المفكرين والمبدعين ونشر روح الحوار الفكري وقبول الآخر ونؤكد على أدب الحوار وأن الاختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية كذلك الاهتمام باللغة العربية ومنجزها الحضاري بوصفها لسان العرب ودليل وحدتهم والعمل على تعزيز الهوية القومية والإسلامية والاعتزاز بالماضي العربي المجيد وتراثه التليد، وإقامة مؤسسات قومية لرعاية الثقافة على نحو علمي وحقيقي بعيدا عن الشعارات والإعلام ودعم المفكرين والمبدعين العرب ورعايتهم وتكريمهم بوصفهم صورة المجتمع وخلاياه النابضة بالحياة وتعزيز القيم القومية والوطنية والإسلامية ونشرها بين المجتمع بوصفها هويته الأساسية.
وعلى صعيد الجانب الإعلامي فإن للإعلام أهمية كبرى في تشكيل والوجدان الإنساني والتأثير عليه وعلى توجهات الناس ورؤاهم لذلك ينبغي استثماره إلى أقصاه في تعزيز الهوية القومية والإنسانية وتخليص الإعلام من التطبيل للسياسيين كما يجب استثمار البث الفضائي إلى أقصاه من أجل تعزيز الهوية العربية والإسلامية ومقاومة محاولات مسخ هذه الهوية ومحاربتها بدءًا من برامج الطفولة وصولا إلى الأعمار كافة، كما يجب تقديم الصورة المشرقة للأمة وتأريخها المشرق ويتحقق ذلك من خلال استخدام وسائل الاعلام كلها لاسيما الصحف والإعلام الكتروني والفضائيات والعمل على أن يكون لإتحاد الوطن العربى الدولى وسائل إعلامه الخاصة من (صحف ـ مواقع الكترونية ـ وقريبا قنوات فضائية) وهذا ماحدث بالفعل من وجود صحف ومواقع الكترونية تنشر كل أخبار الاتحاد.
وفي الأخير فإذا ما أردنا أن نعرف مدى تقدم الأمة وتطورها وتقدمها ومدى اهتمامها بمزيد من التطور والرقي علينا إلى اهتمامها بالطفولة وذلك للتناسب ألطردي بينهما, فالأمم المتحضرة والمتطورة تهتم بالطفولة وتسن القوانين وتنفق الأموال الطائلة في سبيل رعاية الطفولة لأن الطفل صورة للمجتمع ومستقبله.. لذلك يجب أن نهتم بالطفولة اهتماما كبيرا في سبيل بناء مجتمع متحضر ومتوازن يحافظ على هويته ويحترم تأريخه ولعل أول ما نفعله للطفولة هو بناء أسرة مستقرة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وتوفير العيش الكريم لها، والاهتمام بالأمومة والسعي لمحو أمية الأمهات وبناء أمومة واعية وقادرة على تربية جيل واعٍ وسنّ القوانين والأنظمة الخاصة بحقوق الطفل على العائلة والمجتمع والعمل على تحقيقها وتطويرها وكذلك إنتاج البرامج التربوية والتعليمية الخاصة بالطفولة على نحو يتناسب مع عمر الطفل وبخط فكري متصاعد.

 

تعليق عبر الفيس بوك