الخمرُ والأمرُ


شعر: يوسف حطّيني


صباحاً
على صفحةِ العشْبِ
تنثرُ بلقيسُ نَهْرَ ضفائرِها
مثلَ شلّالِ عشقٍ
يعانقُ شلّالَ خصْبِ
وما ثمّ حربٌ
ولا رعبُ حرْبِ
ولكنَّ تلكَ المليكةَ
تَدفعُ عن عارضَيْها احتمال النّدامةِ
تُشهرُ سَيْفينِ
إنْ جاءَها الغدرُ من أيّ صوبِ
تحاورُ غمّازَتَاها لَظى الشّمسُ حيناً
وحيناً توزّعُ شاماتِها المُغْرِياتِ
على كلِّ صَبِّ
لها اللهُ!!
كيفَ تواجِهُ عينانِ شمسَ الغوايةِ
في جهرِها؟
وكيفَ تخبّئ عينانِ بحراً مِنَ الحُزْن
في سرِّها؟
ألوبُ وأسألُ نفسيَ
كيفَ تناورُ  بلقيسُ سحرَ المكانِ
وخفقةَ قلبي؟
وكيفَ تحاورُني شفتانِ
تشدّانِ روحيَ نحوَ الغَرَقْ
أما آنَ أنْ أحتسي قطرةً
من طِلَى خمرِها العذبِ
أغدو كمَنْ مسّهُ الشّهْدُ
ثمّ احترقْ؟
أما آن أن أزرعَ الشوقَ بينَ الشفاهِ
قصيدةَ عشقٍ
بلا قلمٍ أو ورقْ؟
2 ـ
هو اليومُ خمرٌ
وفي غَدِنا الأمرُ كنّا نقولُ
ونهرعُ نحوَ الغسقْ
على صفحةِ العشْبِ ليلاً
نثرتُ ضفائرَها في جحيمِ الهُيامْ
وبِتُّ على شفةِ السُهْدِ
من لهفتي لا أنامْ
ولكنّ بلقيسَ تهربُ من دفترِ الحُلْمِ
نحوَ حديقتِها الواسعهْ
أقلّب جَدْبَ المكانِ
لأبحثَ عن وردةٍ ضائعهْ
وأبحثُ أبحثُ أبحثُ
حتى يمزّقَ صمتَ الصّباحِ رنينُ المنّبه:
قُمْ يا كسولُ
فقدْ دقّتْ السّاعةُ السّابعهْ

 

تعليق عبر الفيس بوك