مازلت يا وطن الأكفان بالبلوى


د.ريم سليمان الخش – باريس

 

مازلت يا وطن الأكفان بالبلوى
في عصّة القبر أبكي الظلمَ والمحوا
//
قالوا بلاديَ حيث البدرُ مكتملٌ
حيثُ القلوبُ ينابيعٌ بها نُروى
//
يُعرّشُ الحبُ في الأحداق أغنيةً
فيصدح الطير مختالا بها زهْوا
//
حيثُ النفوس شبابيكٌ على حبق
وديمة الروح فوق الغيم لا تُطوى
//
ونخلة العمر بالأضواء مشبعةٌ
لترسل التمر بالتحنان والنشوى
//
قالوا هناك مواعيدٌ مزركشة
من صبوة الزهر تطريزٌ لمن نهوى
//
وفي دروبك نهر الدفء يزرعنا
فنحصد الوقت في لذّاته القصوى
//
أطباقك السبع بالخيرات مترعة
وصدرك الرحب مهد العشق والنجوى
//
ووجهك السمح ضحاكٌ ينادمنا
يغازل الثغر يُهدي المنّ والسلوى
//
وينفخ البوق بالأمجاد يبعثنا
نحو الحضارة حيث الرفعة المثوى
//
مالي أراك وقد أشبعتنا كمدا
حتى غدوت غريبا دونما فحوى!!
//
حتى سقطت بوحل الظلم تقتلنا
قتل الوحوش على أبنائها تقوى!!
//
ياغربة النفس ياحبا يُعذبني
قد صرت مثلي مفجوعا بهم رهْوا
//
أنت المعذب مثلي من جريرتهم
لم تُسقط الحب محتالا ولا سهوا
//
لكنه الغاب خوّان لفرحتنا
لكنه الذئب من أدمى ومن أغوى
//
من عهد يعقوب والإغواء صنعتهم
قد عاقروا الظلم والتضليل والسطوا
//
إن كان جديَ محظوظا برؤيته
قد أنقذ النسلَ بالرحمات والتقوى
//
فإنّ نسليَ والنيران تأكله
يخالط الذنبَ متروكا على البلوى

 

تعليق عبر الفيس بوك