استعادة الدولة السورية

تكشف الأنباء المتواترة أن ثمة اتفاق تمَّ التوصل إليه بين الحكومة السورية وما يسمى بمجلس سوريا الديمقراطية وأن الجهود الحثيثة المبذولة لاستعادة زمام الدولة السورية الموحدة والمتكاملة، تواجه أكبر تحدٍ لها خلال السنوات العجاف التي مرت بها سوريا منذ اندلاع الصراع هناك.

حقيقة هذا الاتفاق وبنوده التي لم يتم الإعلان عنها حتى الآن، ربما تكون المحك الرئيس في التأكد من مدى صدق الخطط الرامية إلى تقسيم سوريا إلى دويلات عرقية وطائفية، قد تكون مقدمة لحروب أعنف، ليس على السيادة هذه المرة، ولكن على موارد الدولة السورية المركزية.. فالأكراد الذين يسيطرون على "مجلس سوريا الديمقراطية" يدركون جيدًا أنَّ مثل هذا الاتفاق سيكون طوق النجاة في سبيل تحقيق أحلامهم بإنشاء دولة الأكراد، حتى ولو كانت تابعة لدولة لا مركزية هي الدولة السورية الكبرى؛ إذ إنَّ مثل هذه الخطوة تعكس عدم ثقتهم في الحليف الأمريكي، الذي أصدر مؤخراً تصريحات متضاربة بشأن دولتهم الحلم.

وحتى لو ثبت عدم صحة هذا الاتفاق، فإنَّ مصير الدولة المركزية السورية الموحدة، يواجه الخطر الأكبر بعد خطر الجماعات المسلحة التي أشعلت فتيل حرب لم تبق ولم تذر.

تعليق عبر الفيس بوك