عـــــود موسيـقى


زهيـر بردى – العراق

لا ورد يذبل مثلي ولا طريق ينحني وينحتني شعرا
لصوت مطر يملا تجاعيدي بالنساء دون ان يعلم احد
ولا ضوء في الليل يصير طفلا يعبث بزخاته الهائجة وحباته
اصلها الهة اعتذرت عن اقامة محض صلاة
وبصوت عال وجسد مقدس اندست باناقة والتحفت اول كتابة
فركتها اصابع ابسو ونقشها مردوخ في حكمة وبحرف مطري
لا حدود لوسع رعشته
لا ليل اليوم على الشجرة ولا ثلج بفمٍ أبيض يتكلّم
لا ريح مستاءة من أعشاشٍ لا تحسن إستقبالها
كمحارٍ يقف في منحدراتِ الماء لا يبالي بالحيواناتِ البيضاء
ولا نجوم بقجة بابا نوئيل تعرف أن تبتسمَ للجميع
لا نواقيس تستقبلك ببجعاتٍ برية ترغبُ مضاجعة َالغرين
ولا غرانيق تبحثُ عن خرزِ الشمس في النهاراتِ الماطرة
تلعب السيركَ وراء مجموعةِ غيوم تستديرُ بفوضى مرتبة
وترنُّ على رخاماتِ قداستها الكنائس
في رحابِ رهبتها تخشعُ موسيقى الدمعِ وحبّات الزيتون
وتجاعيد السماء وأصوات بلا هتافٍ تبتلعُ الفضاء
معجزةٌ حقا أن يرسلنا الترابُ الى الحياة
أكثر من مرّة لنرتكبَ الأخطاءَ النظيفة
وإبتسامة أمراة مجنونة تحكي قبل قليلٍ عن فرصٍ للحب
إنطلاقا من منقارِ حمامات تهذي في أبوابِ تماثيل
رخاماتها ثملة تمارسُ الضوء والحياةَ والجمال إسوة بالرضّع
تسقي العراةَ تحتها قرباناً خجولا من حليبِ الأناث
الفقاعاتُ تسيلُ على المرمرِ في جرنِ الحوش
الآنَ وليس نفيا تتحمَم في ماءِه المقدّس
أميرات يهبطنَ من نهودِ السماء المليئةِ بضوءٍ أصفر
كأنّه ملعقة تخلطُ صلصالَ الأرضِ مع أصواتِ موتى
يضخّون في قلبهم نبيذأً معتّقا من زبيبِ الحب
وأصابع أراملهنَّ المنحنية فوق عجينِ كليجة الميلاد
المزيّتة بدبقِ شمع وشهقةِ جسد ورنّة أصبع
يشبه عود موسيقى متقطّع اللحن في يديهنَّ العاشقات
العازفات رضابَ شفاههنَّ بريشِ طائرٍ متمرّد

 

تعليق عبر الفيس بوك