أن تكون شبحًا


أسامة حداد – شاعر وناقد مصري

إنه يحتفي بوحدته
 خطةٌ مقبولةٌ للأمس
لأيام أعيشها من جديدٍ،
ارتب خلالها المواعيد
التى هربت فى الحافلات العامة،
و احدد أعمالًا
أكثر روعةً من أشجارٍ بلاستيكيةٍ،
اختار ملامحَ مغايرةً لي،
وأشكالًا متناسقةً للخونة واللصوص،
بحيث يمكننا العمل معًا
على إخفاء الهواء
أو اختطاف صورةٍ مجهولةٍ
من مرآةٍ مهشمةٍ،
سأكون طريدًا للعدالة،
و هاربًا من أحكام الوقت،
مكروهًا من الجيران والمارة،
بوجهي الذي اقتبسته
من اسطورةٍ ساذجةٍ،
و قدراتي على مراوغة الجدران،
وإلقاء الطرق بعيدًا عن المارة والسيارات،
كى لا تشى بظلي الضائع،
و بالسنوات التي خبئتها في صندوقٍ قديمٍ،
جوار جثتي الطازجة،
ساترك الأحلام على الوسادة
و الأمنيات على حافة النافذة،
و افرغ رأسي تمامًا
من أفكارٍ معقولةٍ إلى حدٍ ما،
و مناسبةٍ لقتيلٍ مجهولٍ
تركوا جثته على الرصيف،
و لم يلحظْ المارة دمه الساخنَ،
وهو يتسلل بلا حذرٍ داخلهم...
إنها إذن مؤامرة
لحياةٍ جديدةٍ
لها نظامٌ صارمٌ،
يبدأ عادةً
بلا أشياء محددةٍ
حيث الكلمات لا حواف لها،
و الأسماء متطابقةٌ
و عاجزةٌ عن التداول،
و المناخ لا يمكن الشعور به،
وعادةً يمر بلا ضجيجٍ مفتعلٍ،
أو تحديدٍ لدرجات الحرارة،
و الرياح العاصفة،
لا يمكن الوثوق بسكونها
أو التحليق معها،
فعندما تكون شبحًا
تغدو كل هذه الأشياء
لا لزوم لها،
و يكون من العبث
البحث عن قارةٍ غارقةٍ
فى كوكبٍ بعيدٍ،
او ارتياد أماكنَ محددةً،
و أيضًا فالمفاجآت غير واردةٍ،
والأشياء جميعها عادية
وانت تنظر إليك من بعيدٍ،
متعجبًا من ملامحك الجديدة،
وسعيدًا بالوحدة التي تعيشها الآن.

 

تعليق عبر الفيس بوك