جسد لقصيدة


ديما ناصر - سوريا

ليكن قبل المساء
قبل أن يمضي الليل
قبل أن يعبئ غبار النجوم حقائب
يسدل الستارة على طقس الحنين
ليكن قبل أن أحلم
بلغة تحتفظ بهشاشة الوقت
قبل أن تنمو أصابعي نسغاً
تشرب الفجر
والغياب
يزيح ما بيني وبيني
كلّما كتبته
هدمني
أعاد ابتكاري
ليكن..
قبل أن أعلّق صوتي
شوك الدمع
نسج الأمس
مسافة الشهيق
قبل أن أنسلخ مني
قبل أن تستحكم أحوالي
جسد الرغبة بي
صوتك الطالع من هناك
عطر السؤال في حنايا الشهوة
انحناءة الخاصرة
يدك الشاغرة
دخانك الطيع
شهقة الرعشة
ليكن - يا أنت -
كما لو أننا اتحدنا
كما لو كنا عذوبة
الماء الأول
في رحم الوقت
ادنُ قليلاً
كي نقرأ أسرارنا، هذا العري
كي نبتكر انحناءات الكلام
عطر الغابات
نتوغل فيه.. فينا
هنا
جسد توارى
جسد أنهكه ما شطره
قليلاً ادنُ
قبل أن يحنّطه التأويل
بك يكتمل
جسدٌ لقصيدة

 

 

تعليق عبر الفيس بوك