نهضة قابوس 23 يوليو

أحمد بن سالم آل إبراهيم

23 يوليو المجيد هو يوم النهضة المباركة الذي شكل نقطة تحول تاريخية انطلقت بعُمان دولة وشعباً إلى آفاق السمو والعزم على بناء دولة عصرية قادرة على تحقيق التقدم والنمو والرخاء لأبنائها ومواكبة التطور من حولها.

ففي الثالث والعشرين من يوليو المجيد أطلق حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - العنان لإرادة المواطن العماني ولتطلعه في بناء حياة جديدة له ولأبنائه فانطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة نحو غاياتها المنشودة تقودها وتوجهها حكمة جلالة السلطان المعظم وفكره المستنير ورؤية جلالته الواضحة والمتكاملة لما ينبغي أن تكون عليه عُمان في كل المجالات ومستندة في الوقت ذاته إلى طاقات المواطن العماني وقدراته التي كانت على موعد مع تولي جلالته- حفظه الله ورعاه- مقاليد الأمور في الثالث والعشرين من يوليو من العام 1970م. واليوم تقف عمان شعبًا ومجتمعًا ودولة فخورة ومعتزة بقيادتها ومجددة الولاء والعرفان لباني نهضتها الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم ليس فقط لأنَّ ما تحقق من منجزات على امتداد السنوات الثمانية والأربعين الماضية. "فهي ماثلة للعيان ولا تحتاج لأي برهان" لأنها تتحدث عن نفسها في جميع المجالات وعلى امتداد هذه الأرض الطيبة ولكن أيضًا لأن جلالة القائد المفدى يقود عُمان على طريق التقدم والبناء والاستقرار ولأن جلالته بحبه لعمان أرضًا وشعبًا أرسى أسسًا قوية وراسخة في جميع المجالات داخليًا وخارجياً تنطلق بها عمان بقوة وثقة وبخطى متتابعة لبناء حياة أفضل لأبنائها في الداخل وبناء جسور المودة والصداقة مع كل الأشقاء والأصدقاء من حولها في المنطقة وعلى امتداد العالم.

وقد أكد جلالة السلطان المعظم - أعزه الله - في كلمته السامية على ذلك: "فمن هنا ألقينا أول كلمة لنا عبرنا من خلالها عن عزمنا على العمل من أجل بناء الدولة الحديثة والنهوض بالبلاد في شتى المجالات قدر المستطاع ومنذ ذلك الحين فقد أخذنا بالأسباب لتحقيق ما وعدنا به وإنه لمن موجبات الحمد والشكر لله العلي القدير أن تمكنت عمان خلال المرحلة المنصرمة من إنجاز الكثير مما تطلعنا إليه وكان ذلك ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الجيد من موروثنا الذي نعتز به ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته والاستفادة من مستجداته ومستحدثاته في شتى ميادين الحياة العامة والخاصة".

وأولى جلالته ـ أبقاه الله ـ وهو يتابع بنفسه وضع لبنات البناء والتنمية على كل شبر من أرض عمان عناية دائمة بتوفير فرص المشاركة الإيجابية للإنسان العماني في مختلف الميادين وأن يحظى كل مواطن أينما كان بثمار النهضة الحديثة وبتمكينه في الوقت ذاته من الإسهام بكل طاقاته وقدراته في مسيرة المجتمع نحو آفاق جديدة من التنمية والتطور والثقافة والحضارة والعلم والتقنية وتشييد صرح الدولة العصرية القادرة على تحقيق طموحاته، وفي ذلك يقول جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ "إن ما تحقق على هذه الأرض الطيبة من منجزات حضارية في مجالات عديدة تهدف كلها إلى تحقيق غاية نبيلة واحدة هي بناء الإنسان العماني الحديث المؤمن بربه، المحافظ على أصالته، المواكب لعصره في تقنياته وعلومه وآدابه وفنونه، المستفيد من معطيات الحضارة الحديثة في بناء وطنه وتطوير مجتمعه".

حفظ الله عاهل البلاد المفدى وسدد على الطريق خطاه وحفظه من كل مكروه، ونعاهدك يا مولاي بأن نكون من يصون تلك المنجزات ونسير على نهجك السديد، دمت لنا ودامت عُمان لنا.

تعليق عبر الفيس بوك