يـــا امـــــرأة


نبيه شعبو - سوريا


يا امرأة تتلوى خلفَ ستارةٍ تشفُّ الضوءَ.....ألا سقيتِ شرفتكِ ملءَ أصابعكِ.......لأنَّ العصافير ذبلت وغمدت صوتها  في خاصرةِ الريحِ......ترنَّح السهر على أريكةِ النوم وهو يلاحق صور اشتهاء حتى  غفوتُ مع بقايا قمرٍ....والصقيع يرجم  ناصيةَ الجسد  حين يدثرني عُري الشمس....أنهضُ لأعجن دقيق الحنين ..أخمّره بقطعةٍ من حلمٍ ودرّة ملحٍ من قطرِ مُقلٍ لملمتها من مهبِِّ الوجعِ ..وحين اختمارهِ أوقدتُ تنّور العشق لأخبزه أرغفةً لمزودةِ العمر....
يا مرأةً في كل صباح أرسم نهدك على مطلّ  الضباب الذي يُخبئني خلف ركامه وأنا أرتشف رغبتي كي لا ترجمني القبيلة....وفي المساء أرسم شفتيكِ بلون الأرجوان على مطلِّ العتم كي لا يراني الضوء متلبساً....
يا امرأةً أجعل من قدّها الميّاس زرقة أخبؤها بين أصابعي  لأتنقل منهاحين أرسم خارطةَ وطنٍ أسمي عليها حدود الأمكنه  ....خصرك واتساع الحقول ....يداك بيادر أقحوان .....شعرك مفرش المتعبين.....والندى المقطر من حلمة نهدٍ  يتوسد البنفسج كي لا يلوثه النفط والأيادي  الملطخة بلحم الأضاحي وهي تحتسي خمرتها ملء جمجمة "هابيل" وتتقيأ جهالتها  على بوابةِ ماخورٍ خبأ في سراديبه فتاوي الرعب وولائم الموت والقتل.....
يا امرأة تقرأ في محراب  الحلم  قداديسَ الحب دون ركوع وصوتك يعّرج صوب الغيم ليغتسل من عورتهِ ويعودُ لحناً بهياً تلثمه العصافير عن أوتار الفجر وتنهض من ذبولها...وحين يداهمك هجير الجهل...هذا دمي اسبحي في مجراه حتى خفقة النبض.....

 

تعليق عبر الفيس بوك