قصيدة الفناء.. كائن مؤدب حد الإغضاب


سليمان التمياط - السعودية

يطير فوق الكل؛ فوق كل شئ.‬
‫يطوف، يتلفت، يختار ويلتقط.‬
ليس غريباً عنا أبداً.‬
‫مشكلتنا معه أننا نظن أنه قاب قوسين مننا أو أدنى؛‬
بينما الواقع يقول: إنه هو القوسان ذاتهما
ونطلب من الذكاء فوق البشري حمل خطواتنا بعيداً.‬
‫أن يهزمنا ذلك موتٌ أخر.‬‬
أن نهزمه تلك حياةٌ إضافية.
صياغة هكذا اعتراف تتطلب شجاعة مؤقته:
 هو كائن مؤدب حد الإغضاب.
ليته يرفع صوته ولو بمقدار درجتين من مؤشر الصوت
في أجهزة مذياع السيارات الفارهة؛
حين ينادينا بهمس لا نسمعه .
‫نحتاج كسر النمطيّة في طريقة إلقاء قصيدة فناء الطين.‬‬
‫نحن زبائنه؛ ‬
عليه أن يصبح زبوناً ويكون لحضوره ثمنٌ يستحق ذلك الحضور.
ولكن ذلك يحتاج شجاعةً تتجاوز أدبه الممقوت .‬
‫من الأشياء التي يستغربها زبائنه على الدوام ‬
أنه يستغرب من نمطية السؤال الدائر بين الغرباء حين يلتقون
وهو يراقبهم برزانته المعهودة وبحرفية استخباراتية لم تنشأ بعد:   من أين أنت ؟! ‬
‫كيف تضيع عن أحدهم  إجابةً مثل هذه :‬‬
‫أنا من قلب الطين. الطين القريب/ البعيد؛ الوسيم/ القبيح: قصيدة الفناء.‬

 

تعليق عبر الفيس بوك