صخــب


سمر محفوض – سوريا

صاخباتُ الندى لاهثاتٌ بناتُ الصبحِ
ناطقاتٌ بالهوى وغبطةِ الزحام
يهذيّن
ستأتي من كونِك المخبوءَ في المحطاتِ البعيدةِ
ستأتي حاملاً صحراءَك بكفٍ
وتوزعُ الماءَ على العابرينَ بكفْ
ستأتي قلتَ نعم
كان انسكابُك في المدهشاتِ الغريباتِ نهراً من يباب
الصاخباتُ اللاهثاتُ بناتُ الندى قلنَ
الرجلُ الراقصُ على منصتينِ من الذهولِ
محضُ راهبٍ كانَ للمطرْ
وجاءَ صمت..
يتلو مثلَ خطيئةٍ وفراغْ
إني براءٌ منك..
قلبي يا مجرةً مشروخةَ الطينِ
هذه العذباتُ بلا طائلَ قلت وقلت
لك براعةُ السيرِ على الحوافِ المرعبةِ
تحمل بيدكَ المنحدراتِ الى الصدى
وأناديك فتخدشُ النساءُ القاطناتُ اسمَكَ حنجرتي
فيما يطوفُني اللايقينُ
وما في الروحِ من فوضى
تقولُ اللاهثاتُ الصاخباتُ الخامداتُ
الحائراتُ المتلاشياتُ الغائباتُ الحاضراتُ
ذوب الثلجَ في اللفظِ الحرون
دائماً يأتي العشاقُ فرادى إلى العطشِ العميقِ
وتقول النساءُ الصباحياتُ المتأهباتُ في صداكَ
إنها لغتي سأنفُخُ فيكَ منها
أسويك غيماَ وفراشاتٍ ولهيبْ
أهدمُ قوانينَ الميتافيزيك
قوانينَ المعرفةِ والحلول
الخيالَ وما يشعُّ من طواحينِ الليلِ والنهار
لا أريدُ أن اعرِفَ أنَّ السماءَ أنثى تتكرسُ في الغياب
ولا أن أعلِّقَ الوقتَ على جسدِك الخالصِ اليقظةِ
(ظمآنٌ لا نزلَ القطرُ بعدي)
المتعباتُ المهرطقاتُ النضراتُ يُفصِحْنَ
أن..
أسندوني قليلاً كي أتجولَ في جنونِك الجميلِ
وأجالسَ الوحدةَ التي تتقاسمُ النسيانَ وتناقضاتِه
عن شيخوخةِ الأبديةْ
أنا الضدُّ الذي يبحثُ عن كلِّ شيءٍ في ظلِّهِ
ولا يركُنُ للتماثلِ
أعلِّقُ الجوهرَ والامتلاءَ كمحاولةٍ
أخيرةٍ لجذبِ الفراشةِ يا عسلَ الكلام.
ألومُني في الاقترابِ وألومُني في ابتعادي
يا الهي أيُّ حيرةٍ
 بي ..

 

تعليق عبر الفيس بوك