يا واديا أحرمتُ فيه مشاعري


هلال الشيادي - مسقط

هذي الجبال وهذه الآفاقُ
والماء من بين الربى رقراقُ
//
تحكي وللتاريخ نغمة عاشقٍ
والكل حول غنائها عشاق
//
وادٍ هناك تحدثت قطراته
الماء حبر والثرى أوراق
//
يا واديا أحرمتُ فيه مشاعري
فغدت تطوف وقلبها خفاق
//
صلت صلاة العاشقين ولَم تزل
بالحب محرمة لها إطراق
//
إني لأصغي للسماء هنا؛ ففي
كل الزوايا شاعر وبراق
//
صوت الرواحيّ الأثيل يشدني
فالقلب يعرج نحوه ينساق
//
فهناك تشدو للدنا نونية
أنغامها كالسلسبيل يراق
//
وهنا على آمالنا ميمية
هي كأس مجد بالجمال دهاق
//
يا أهل محرم يا أهيل عيينة
أنتم لكل عيوننا أحداق
//
طيب وحب رفعة وتسامح
كرم ودين ألفة أخلاق
//
ها قد أتينا والمساء يقودنا
لكن هنا رغم المسا إشراق
//
فهنا يطيب الشوق عند جمالها
وتذوب بين ربوعها الأشواق
//
فكأننا لما التقينا محرما
أمسى لنا للراسيات عناق
//
وفد يقود ركابه بمحبة
قحطان فانفتحت له الآفاق
//
يا سيد الزمن القديم تحية
لك بثها فلج هنا دفاق
//
لما رآك رأى شريعة مائه
تجري فأنت كمائه مغداق
//
حتى الجبال بدت ترى لعلوها
لما رأتك لأنك العملاق
//
جئنا وفِي أضلاعنا كمُن الهوى
نهفو وأحصنة الغرام عتاق
//
نمشي على أرض تباهت وازدهت
ولنا مع الغيم الكريم سباق
//
كلٌ يردد مرحباً أهلا بكم
حقل ودارٌ سكةٌ ورواقُ
//
كل المزارع عشبها وظلالها
التين والأعناب والأعذاق
//
كل الجوانب فتحت أبوابها
الدور والساحات والأسواق
//
دومي عيينةُ عين حب دافق
بل عين أم طرفها إشفاق
//
دومي جمالا بل قصيدة عاشق
يتلو قوافيها الغد المشتاق
...........................
قصيدة كتبتها في زيارتنا لوادي محرم بلدة العيينة بصحبة السيد المفضال قحطان بن ناصر البوسعيدي والسيد هلال البوسعيدي والشيخ صالح المسكري في ضيافة الأستاذ الشاعر موسى بن قسور العامري وإخوته الأفاضل وحضور جمع من الأصدقاء والشعراء يوم الثلاثاء 26 شوال 1439هـ 10 يوليو 2018م

 

تعليق عبر الفيس بوك