قيامة الماء


غادة عزيز – سوريا

كُنْ مائي
لأغْتسِلَ بِلا لَوْنِكَ
وَجْهي كُلَّ صَباح،
وأَسألُك.َ
     "أيْنَ أنتَ مِنْ خُطايَ؟"
          لنْ يَغْفِرَ الدَّرْبُ السّؤالَ
حينَ نَثَرَ العابِرونَ أقْدامَهُم
على الطّرُقاتِ،،
      ثُمَّ أَسْأَلُ الماءَ
فيُجيبُ وقدْ تنكَّرَ لأَزَرَقِه
      وإيجاد نورسه
فكيْفَ أُسَمّيكَ يا حبيبي
     أَأَقولُ ابنَ الله؟؟
والدّمُ منْ مِعَصَمَيْكَ
أَدْمى جَفْنَيْكَ
لِخمسينَ عاماً قادِمَه
يَلبسُكَ السّوادُ
فَتنْسى عَباءَةَ أبيكَ
وكلَّ الخُطى المُتْرَفَه..
دَعْني أُعيدُ اسْمَكَ لِكلِّ الأسْماءِ المُتشابِهَه...
كَيْ أَعْتَذِرَ لكَ عنْ طَعْمِ الماء
بيْنَ شفتيْكَ
هُوَ خريفٌ أنْكرَ عَلى النّساءِ
شهْوَةً جامِحَه
يَكْفيها  الورودَ ريحٌ عاتِيَه..
       سؤالٌ يتِلْوَه السّؤال؟؟
كيفَ أدْخُلُ الجنّةَ ويدايَ فارِغَه؟
وأَمُرُّ على شريطِ ذِكرياتٍ
أَمْسحُ بهِ غبارَ الدّهشَةِ
وأُجْلي بِلَّوْرَ القلبِ
       في سماءٍ صافية،
        يقول درويش:
على الأرضِ ما يستحقُّ الحَياه
أَعُدُّ من أجلكَ الساعاتِ،
أدْنو إليكَ بِكَفّي
وحُلمٌ يرفرفُ على الجُفون
أمرِّر يدي عليْه
فَيطيرُ الحمامُ
وأسرابُ أطفالٍ
في مَعْركَةٍ من غبارٍ...
هكذا أعودُ إليكَ منتَشِيَةً
وحُلمي  بِيَدي
سأفرشُ لكَ الدّروبَ
بعِطرِ قصيدةٍ
تستنهضُ نشوةَ التّراب.... فتمطر...
     
سَتُمطِرُ اليومَ  يا حبيبي
وَتَكونُ النافذةُ عاريَةً
وبَقايا ارْتِجافاتٍ في الزّاوِيةِ
هَيِّئْ  ياحبيبي
 الأرضَ مُتَّسعاً لنا
اتْركْ يَديْكَ تُحَلّقانِ في المَدى
وتقولُ لي :
من حريرٍ أحْرُفُكِ
بِصوتٍ أكثرَ من الخطيئَةِ
في أولِ الوقتِ
وأكثرَ من الموتِ
يَحْبو كما الرضيعُ على سديمِ الوقتِ
يا طفلتي
حَمَلَتْني أكثر من الله
على غيرِ مَهَلٍ
واختفيتِ في الهواء..

 

تعليق عبر الفيس بوك